الخلافة الأموية من كتاب الأخبار الطوال المنسوب للدينوري

عبد العزيز بن عبد الله البريدي ت. غير معلوم
46

الخلافة الأموية من كتاب الأخبار الطوال المنسوب للدينوري

الناشر

دار الجامعة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

السعودية

تصانيف

وروى البلاذري «وكانت بيعته الّتي أخذ على النّاس أن يحاربوا مَنْ حارب، ويُسَالِمُوا مَنْ سالم. فقال بعض من حضر: والله ما ذكر السِّلْم إلا ومِنْ رأيه أن يصالح معاوية» (^١). ويقول ابن كثير ﵀ معلقًا على بيعة الحسن ﵁: «ولم يكن في نيّة الحسن أن يقاتل أحدًا، ولكن غلبوه على رأيه، فاجتمعوا اجتماعًا عظيمًا لم يُسْمَع بمثله» (^٢). وأما عن قوله: إن معاوية ﵁ جعل عبد الله بن عامر ﵁ في المقدمة. فهذا لا يصح أيضًا؛ لأن عبد الله بن عامر ﵁ بعثه معاوية ﵁ لمفاوضة الحسن ﵁ على الصلح كما سيأتي بيان ذلك في خبر الصلح مع الحسن ﵁. وقد ذكر البلاذري (^٣) أن الذي كان على مقدمة معاوية ﵁ هو بسر بن أرطأة (^٤). وفي هذه الرواية نُهِبَ الحسن ﵁، واختلفت المصادر في سبب نهْبِه ﵁ والاعتداء عليه إلى سببين هما: - الأول: أن سبب ذلك هو ما شاع في الجيش أن قيس بن سعد ﵁ (^٥) قد

(^١) البلاذري: الأنساب ٢٩/ ٣. (^٢) البداية والنهاية ١٦/ ٨. (^٣) الأنساب ٣/ ٣٨. (^٤) بسر بن أرطأة أو ابن أبي أرطأة واسم أبي أرطأة عمير بن عويمر القرشي العامري، يكنى أبو عبد الرحمن، مختلف في صحبته، شهد فتح مصر، وكان من شيعة معاوية ﵁، وقد وجه إلى الحجاز واليمن أول سنة أربعين، قال عنه ابن حبان: (كان يلي لمعاوية الأعمال، وكان إذا دعا ربما استجيب له، وله أخبار في الفتن لا ينبغي التشاغل بها)، قيل: توفي في خلافة معاوية ﵁ وقيل: بقي إلى خلافة عبد الملك. ابن حجر: الإصابة ١/ ٤٢١. قلت: يكثر اتهامه بفعل المنكرات وذلك نكاية بصحبته لمعاوية ﵁. (^٥) قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري ﵁، سيد الخزرج وابن سيدهم، دفعه أبوه إلى الرسول ﷺ ليخدمه، وهو منه بمنزلة صاحب الشرطة، وكان جوادًا، شجاعًا، يستدين ليطعم، يعد من دهاة العرب، ولَّاه علي إمرة مصر، وشهد معه حرب الخوارج والنهروان وصفين، ثم دخل مع الحسن ﵁ في صلحه، ورجع إلى المدينة، اختلف في وفاته قيل: في آخر خلافة معاوية ﵁ وقيل: سنة إحدى وستين. ابن الجوزي: المنتظم ٥/ ٣١٦. الذهبي: السير ٣/ ١٠٢.

1 / 52