الخلافة الأموية من كتاب الأخبار الطوال المنسوب للدينوري
الناشر
دار الجامعة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
السعودية
تصانيف
سوف أورد الطرق التي جاءت بالخبر لنقف على حقيقته:
- ذكر الطبري مثل هذه الرواية مسندة من طريق أبي مخنف وهي كاملة، وقد اختصرها صاحب الكتاب كما سبق، وهو اختصار أخل بها وجعلها متناقضة، فهي تَذْكُرُ أن ابن الزبير ﵁ نصح الحسين ﵁ بعدم الخروج، ثم ذكرت لوم ابن عباس ﵁ له، وتمثله بالأبيات، فكيف يلومه على شيء لم يفعله، وأصل هذه الرواية أن الحسين ﵁ عندما أراد الخروج للكوفة جاءه عبد الله بن الزبير ﵁ وقال له: (أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها، ثم خشي ابن الزبير ﵁ أن يتهمه الحسين ﵁ فقال: (لو أقمت بالحجاز، ثم أردت هذا الأمر ما خولف عليك إن شاء الله) (^١).
وهذه الرواية مردوة لضعف سندها؛ ونكارة متنها؛ لأن فيها اتهام لعبد الله بن الزبير ﵁.
- وذكر البلاذري أن عبد الله بن الزبير ﵁: (عرض على الحسين ﵁ أن يقيم بمكة فيبايعه، ويبايعه الناس، وإنما أراد ألَّا يتهمه وأن يعذر في القول) (^٢).
- وأخرج خليفة بن خياط بسنده عن جويرية بن أسماء (^٣) عن أشياخه، وهذا فيه مجاهيل أن عبد الله بن الزبير قال للحسين ﵁: (ما يمنعك من شيعتك وشيعة أبيك؟ فوالله لو أن لي مثلهم لذهبت إليهم) (^٤).
وكل ما سبق لا يصح عن عبد الله بن الزبير ﵁ وقد ورد ما يخالفه ومن ذلك:
(^١) التاريخ ٥/ ٣٨٣. (^٢) الأنساب ٣/ ١٦٤، وهي غير مسندة. (^٣) جويرية بن أسماء صدوق، سبقت ترجمته (^٤) التاريخ ٢٣٣.
1 / 163