140

الخلافة الأموية من كتاب الأخبار الطوال المنسوب للدينوري

الناشر

دار الجامعة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

مكان النشر

السعودية

تصانيف

مسلمين، فقال لهما: ما فعل هانئ بن عروة؟ فقالا: أيها الأمير، إنه عليل منذ أيام. فقال ابن زياد: وكيف؟ وقد بلغني أنه يجلس على باب داره عامة نهاره، فما يمنعه من إتياننا، وما يجب عليه من حق التسليم؟. قالا: سنعلمه ذلك، ونخبره باستبطائك إياه. فخرجا من عنده، وأقبلا حتى دخلا على هانئ بن عروة، فأخبراه بما قال لهما ابن زياد، وما قالا له، ثم قالا له: أقسمنا عليك إلا قمت معنا إليه الساعة لتسل سخيمة (^١) قلبه. فدعا ببغلته، فركبها، ومضى معهما، حتى إذا دنا من قصر الإمارة خبثت نفسه. فقال لهما: إن قلبي قد أوجس من هذا الرجل خيفة. قالا: وَلِمَ تحدثْ نفسك بالخوف وأنت بريء الساحة؟. فمضى معهما حتى دخلوا على ابن زياد، فأنشأ ابن زياد يقول متمثلًا: أريد حياته ويريد قتلي … عذيرك من خليلك من مراد (^٢) قال هانئ: وما ذاك أيها الأمير؟.

(^١) السّخمة بالضّمّ: الحقد والضّغينة، والموجدة في النّفس. الزبيدي: تاج العروس ٢٢/ ٣٥٥. (^٢) هذا البيت لعمرو بن معدي يكرب الزبيدي، ومعناه من القائم بعذره عندي في مكافأتي على الخير بالشر، وله رواية أخرى: أريد حباءه ويريد قتلي … عذيرك من خليلي من مراد الخطابي: غريب الحديث ٢/ ٣٥٩.

1 / 148