81

فتنة مقتل عثمان بن عفان

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

ثم أمره بتتبع القرآن وجمعه، وبلغ الأمر عند زيد مبلغًا عظيمًا، حتى إنه كان يقول: "فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن". فانطلق زيد يتتبع القرآن يجمعه من العُسُب (^١) واللِّخاف (^٢) وصدور الرجال حتى أتم جمعه". فبقيت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر، وبعد وفاته انتقلت إلى عمر ﵁ وبعد استشهاده انتقلت إلى ابنته حفصة زوج النبي ﷺ (^٣). واستمر الأمر على ذلك حتى مضت سنة كاملة من خلافة عثمان بن عفان ﵁ (^٤) حين قام الجيش الإسلامي العراقي، والشامي بفتح أرمينية وأذْرَبيجان. وكان في هذا الجيش العظيم حذيفة بن اليمان ﵁ فرأى في صفوف الجيش وبين الجند اختلافًا في قراءة القرآن، حتى إنه سمع من

(^١) العسب: جمع عسيب، أي جريدة من النخل، وهي السعفة مما لا ينبت عليه الخوص (النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين ابن الأثير ٣/ ٢٣٤ (^٢) اللخاف: جمع لخفة، وهي حجارة بيض رقاق (النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدين ابن الأثير ٤/ ٢٤٤. (^٣) صحيح البخاري، فتح الباري (٨/ ٣٤٤)، (٩/ ١٠ - ١١). (^٤) ابن حجر، فتح الباري (٩/ ١٧).

1 / 90