148

فتنة مقتل عثمان بن عفان

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

المتحتم من خلال هذا الموقف. ولكن انظر إلى هذا الرسول -المزعوم- عندما قبض عليه، قالوا له: مالك؟ قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر. ففتشوه فإذا هم -كما في الرواية- بالكتاب على لسان عثمان ﵁ عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم. ومن الذي يؤكد لنا أن الخاتم خاتم عثمان ﵁؟ فلم تنقل لنا المصادر أن أحدًا من الصحابة ﵃ قد رأى هذا الخاتم وأقر أنه خاتمه. عاد القوم بعد ذهابهم يحملون هذه الأخبار، التي لا يستبعد إطلاقًا أن تكون ممثلة ملفقة، وقدموا المدينة. وتفصل بعض الروايات الضعيفة في ذهابهم إلى بعض الصحابة وعرض الكتاب عليهم، إلا أنه لم يصح في ذلك شيء من الروايات. ونفى عثمان ﵁ أن يكون كتب هذا الكتاب، وقال لهم: إنهما اثنتان: أن تقيموا رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت ولا أمللت، ولا علمت، وقد يُكتب الكتاب على لسان الرجل ويُنقش الخاتم، فلم يصدقوه. ولا نشك نحن في صدق عثمان ﵁ كما أنهم لا يشكون في ذلك، ولكنهم لم يعبؤوا بهذا الحلف منه؛ لأنهم -ربما- يعرفون مسبقًا أنه ليس بكاتب الكتاب، وإنما هي حيلة لنقض العهد الذي أسفوا على

1 / 159