سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
٢ - ضابطها الشرعي: السماحة لا تعني التساهل دون ضابط شرعي يحكمها فهي مرتبطة بالنص وعندما يخلط بعضهم بينها وبين التساهل المذموم فقد يعيب بعض على الآخر ظنا منهم أن في السماحة تفريطا بأصل الدين، إن فهم مدلول السماحة وأنها تعني السهولة والمسامحة والمساهلة لا يعني بحال التفريط في شيء من أصول الدين أو فروعه، كما أن التفريط في فهم سماحة الإسلام وتطبيقها قد يفضي إلى التشديد والتنفير من هذا الدين وقد قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ (١)، وقال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ (٢)، وفي الحديث عنه ﷺ: «هلك المتنطعون» (٣)، قالها ثلاثا، والمتنطعون: المتشددون في غير موضع التشديد (٤) . فهذا الدين جاء ليضع الآصار والأغلال التي كانت على الأمم السابقة، وقد كان النبي ﷺ يأمر بالتيسير وينهى عن التعسير.
_________
(١) سورة الحج، الآية:٧٨.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٥.
(٣) رواه مسلم، كتاب العلم، باب هلك المتنطعون، رقم الحديث: ٢٦٧٠.
(٤) رياض الصالحين، النووي، مكتبة الوراق، الرياض، ط ١، ١٤١٦هـ، ص ١٢٨.
1 / 6