سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
ونكصت حتى ظننا أنها ترجع، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت، فقال النبي ﷺ: " أبصروها، فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الإليتين خدلّج الساقين فهو لشريك بن سمحاء " فجاءت به كذلك، فقال النبي ﷺ: " لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن» (١) إنه تسامح الإسلام ونبي الإسلام.
وحتى لو ثبتت جريمة الزنا بالاعتراف وأقيم حد الرجم فإن هذا الزاني الذي يرجم لو طلب منهم التوقف عن ذلك لإدلاء ما عنده ما يدفع عنه فينبغي أن يوقف الرجم ويُسمع منه هل ما يقوله يعتد به أم لا؟
وقد صح أن ماعز بن مالك فرّ حين وجد مسّ الحجارة ومسّ الموت فقال رسول الله ﷺ: «هلا تركتموه»؟ " (٢) .
وفي رواية ابن إسحاق بسند جيد. . . «فوجد مسّ الحجارة صرخ بنا: يا قوم ردوني إلى رسول الله ﷺ فإن قومي قتلوني وغروني من نفسي، وأخبروني أن رسول الله ﷺ غير قاتلي، فلم ننزع عنه حتى قتلناه، فلما رجعنا إلى رسول الله ﷺ وأخبرناه، قال: فهلا تركتموه وجئتموني به»؟ ليستثبت رسول الله ﷺ منه (٣) .
_________
(١) صحيح البخاري ٨ / ٣٠٣ - ٣٠٤ ح ٤٧٤٧ - ك التفسير، سورة النور الآية نفسها، ومعنى: سابغ عظيم، ومعنى خدلّج: ممتلئ.
(٢) رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وحسنه وصححه الألباني (إرواء الغليل ٨ / ٢٨ ح ٢٣٦٠) .
(٣) قال الشيخ الألباني وهذا إسناد جيد، (إرواء الغليل ٧ / ٣٥٤) .
1 / 23