سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
لقد أمر الله تعالى رسوله ﷺ بأعلى درجات التسامح فقال له تعالى: ﴿فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (١) وقال أيضًا: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ (٢) ومعنى العفو: ترك المؤاخذة بالذنب، ومعنى الصفح: ترك أثره من النفس (٣) وكونه لم يبق أثره في النفس قمة في التسامح وهو بغية المؤمن الذي يدعو الله تعالى: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ (٤) .
ومن نعم الله علينا وعلى الإنسانية إرسال نبينا محمدٍ ﷺ بالحنيفية السمحاء رحمة للعالمين، وهذه الرحمة ذات صور من الود والتسامح والعفو والتناصح تضافرت نصوصها من القرآن والسنة، وتجسدت مرحلتها الأولى في المدينة النبوية من خلال تعامله ﷺ مع المسلمين وغيرهم فقد اجتمعت الأقوال والأفعال فإذا بقاموس يشتمل على جميع مفردات السماحة يتحرك في شتّى نواحي الحياة.
_________
(١) سورة المائدة آية ١٣.
(٢) سورة الحجر آية ٨٥.
(٣) انظر فتح القدير للشوكاني ١ / ٢٨.
(٤) سورة الحشر آية ١٠.
1 / 2