سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين

حكمت بشير ياسين ت. غير معلوم
17

سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين

الناشر

الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات

تصانيف

السماحة في التجارة وقضاء الحق كما حث ﷺ على السماحة في البيع والشراء فقال: «رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى وإذا اقتضى» (١) وهذا النص يشمل التعامل مع المسلم وغير المسلم. قال ابن حجر: قوله (رحم الله رجلًا) يحتمل الدعاء ويحتمل الخبر، وبالأول جزم ابن حبيب المالكي وابن بطال ورجحه الداودي. . . قوله (سمحًا) بسكون الميم وبالمهملتين أي: سهلًا، وهي صفة مشبهة تدل على الثبوت. . . والسمح: الجواد، يقال: سمح بكذا إذا جاد، والمراد هنا المساهلة، قوله: (إذا اقتضى) أي طلب قضاء حقه بسهولة وعدم إلحاف. . . وفيه الحض على السماحة في المعاملة واستعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحة، والحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة، وأخذ العفو منهم (٢) . كما رغب وحث ﷺ على السماحة في القرض وإنظار المعسر فقال: «تلقت الملائكة رجلًا ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئًا؟ قال: كنت آمر فتياني أن ينظروا ويتجاوزوا عن الموسر، قال: فتجاوزوا عنه» (٣) . وقد رجح الحافظ ابن حجر أن الموسر والمعسر يرجعان إلى العرف (٤) .

(١) صحيح البخاري - كتاب البيوع - باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع ح ٢٠٧٦. (٢) فتح الباري ٤ / ٣٠٧. (٣) صحيح البخاري - كتاب البيوع - باب من انظر موسرًا ح ٢٠٧٧. (٤) فتح الباري ٤ / ٣٠٨.

1 / 17