الأزمنة في اللغة العربية بالمقارنة مع اللغات الأجنبية
الناشر
دار العِبَر للطباعة والنشر
مكان النشر
إسطنبول
تصانيف
ويغلبُ أنْ يكونَ هذا ناشِئًا من عدمِ علمِهم بِلُغاتٍ أجنبيّةٍ، إذْ أنَّ كثيرًا من المفاهيمِ والحاجاتِ وَالْمُقْتَضَيَاتِ لا يتبادَرُ إلى الذهنِ تلقائيًا وبسهولةٍ إلاَّ بعد ظهورِ سببٍ يذكِّرُهُ أو ضرورةٍ تستدعيه، فهذه المنجزاتُ الحضاريةُ والتقنيةُ الضخمةُ التي نلمُِسُهَا في مجالاتٍ مختلفةٍ من حياتنا، تُبَرْهِنُ على هذه الحقيقةِ، إذْ ليس من القليلِ ما قد كشفه العلماءُ والخبراءُ وما عَثَرَ عليها الباحثون وأَبْدَعَهَا أهلُ الذّوقِ والفنِّ من صناعاتٍ وعلومٍ وآلاتٍ وأجهزةٍ بقرينةٍ بسيطةٍ في بداية الأمرِ، أو بالقياس بين شيئين اِسْتَحَسُّوا المكنوناتِ في أَحَدِهِمَا بفضلِ مَا فيِ الآخَرِ من أَمْثَالِهَا.
هذا، لابدَّ وأنْ نؤكِّد بأنَّ للفعلِ علاقةٌ عُضْوِيَّةٌ بمفهومِ الزّمانِ، وما من فعلٍ إلاَّ ولِحُدوُثِهِ وقتٌ؛ والوقتُ قِسطٌ من الزمان.
أما الزّمانُ فإنّه مفهوم معقَّد لم يتمكن العلماءُ من الوصولِ إلى حقيقته بعد. وهو ناشئ من دورانِ الكرة الأرضية حول محورها وعلى مدارٍ مُعَيَّنٍ مرتبطةً فيهما بالشمس، يعني أن الأرض تجري في ذات الوقت حول الشمس على مدارٍ مُعَيَّنٍ، إضافةً إلى جريانها حولَ محورِها فيتمخَّضُ عن الأول المواسمُ الأربعةُ، وعن الثاني اللّيلُ والنهارُ المتعاقبان.
والوحدة القياسية للزمان هي الساعة ولا يسع المقام لحصر ما يدخل في هذا الباب من تفاصيلَ جانبيةٍ.
1 / 2