الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مكتبة ابن تيمية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
قضية منطقية سليمة، فهؤلاء إما أن يكونوا أهدى من الرسول ﷺ لأنهم قد وفقوا لعمل لم يصل إليه علم رسول الله ﷺ وإما أن يكونوا في ضلالة، والفرض الأول منتف حتمًا، لأنه لا أحد أفضل من رسول الله ﷺ فلم يبق إلا الفرض الآخر، وهو أنهم قد اقتحموا باب ضلالة، فقالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، وهذا دليل منهم على صلاح نياتهم، وإرادتهم وجه الله ﵎ بهذا العمل المبتدع. ولكن عبد الله بن مسعود قال لهم: " وكم من مريد للخير لم يبلغه "! ! وهذا معناه أن النية وحدها لا تكفي لتصحيح الفعل، بل لا بد أن ينضاف إلى ذلك التقيد بالمشروع.
٢٠ - وبالغ الصحابة - رضوان الله عليهم - في حماية جناب الدين وجانبه أن يدخل فيه الغريب، وما ليس منه حتى يصفو للناس التأدب بالأدب الخالص، والتخلق بالخلق الكامل من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ فطرد علي بن أبي طالب ﵁ القصاصين من المساجد، وهم الوعاظ الذين يعظون الناس، ويزعمون ترقيق قلوبهم بالقصص الخيالي، والحكايات والأساطير، وأنكر ابن عمر على رجل عطس، فقال: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قائلًا له: " ما هكذا علمنا رسول الله ﷺ بل قال إذا عطس أحدكم فليحمد الله ولم يقل: وليصل على رسوله "! ! (رواه بنحوه الترمذي (٨/٩ تحفة) وفيه ضعف، ورواه أيضًا الطبراني والبزار فينظر اسناده فيهما، فلعله يقوى به) .
الحقائق. . والموازين:
وبمجموع هذه الأدلة يتضح لنا الحقائق التالية لفهم قضية الكتاب والسنة
أولًا: الهدى هو ما كان من الله ﷾ ورسوله ﷺ فقط ﴿قل إن هدى الله هو الهدى﴾ [البقرة: ١٢٠] ﴿فماذا بعد الحق إلا الضلال﴾ [يونس: ٣٢] .
1 / 30