الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة

عبد الرحمن بن عبد الخالق ت. 1442 هجري
28

الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مكتبة ابن تيمية

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

قضية منطقية سليمة، فهؤلاء إما أن يكونوا أهدى من الرسول ﷺ لأنهم قد وفقوا لعمل لم يصل إليه علم رسول الله ﷺ وإما أن يكونوا في ضلالة، والفرض الأول منتف حتمًا، لأنه لا أحد أفضل من رسول الله ﷺ فلم يبق إلا الفرض الآخر، وهو أنهم قد اقتحموا باب ضلالة، فقالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، وهذا دليل منهم على صلاح نياتهم، وإرادتهم وجه الله ﵎ بهذا العمل المبتدع. ولكن عبد الله بن مسعود قال لهم: " وكم من مريد للخير لم يبلغه "! ! وهذا معناه أن النية وحدها لا تكفي لتصحيح الفعل، بل لا بد أن ينضاف إلى ذلك التقيد بالمشروع. ٢٠ - وبالغ الصحابة - رضوان الله عليهم - في حماية جناب الدين وجانبه أن يدخل فيه الغريب، وما ليس منه حتى يصفو للناس التأدب بالأدب الخالص، والتخلق بالخلق الكامل من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ فطرد علي بن أبي طالب ﵁ القصاصين من المساجد، وهم الوعاظ الذين يعظون الناس، ويزعمون ترقيق قلوبهم بالقصص الخيالي، والحكايات والأساطير، وأنكر ابن عمر على رجل عطس، فقال: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قائلًا له: " ما هكذا علمنا رسول الله ﷺ بل قال إذا عطس أحدكم فليحمد الله ولم يقل: وليصل على رسوله "! ! (رواه بنحوه الترمذي (٨/٩ تحفة) وفيه ضعف، ورواه أيضًا الطبراني والبزار فينظر اسناده فيهما، فلعله يقوى به) . الحقائق. . والموازين: وبمجموع هذه الأدلة يتضح لنا الحقائق التالية لفهم قضية الكتاب والسنة أولًا: الهدى هو ما كان من الله ﷾ ورسوله ﷺ فقط ﴿قل إن هدى الله هو الهدى﴾ [البقرة: ١٢٠] ﴿فماذا بعد الحق إلا الضلال﴾ [يونس: ٣٢] .

1 / 30