التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة

عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي ت. 1376 هجري
47

التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة

الناشر

دار طيبة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٤هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ المؤمنين لربهم في دار القرار، والتنعم برؤيته وقربه ورضاه. ويدل على ذلك من الآيات التي ذكرها المصنف قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢] أي جميلة ناعمة حسنة ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٣] وهذا صريح في نظرهم إلى ربهم، وكذلك قوله: ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ﴾ [المطففين: ٢٣] أي إلى ما أعطاهم من النعيم الذي أجله وأعظمه النظر إلى ربهم، وكذلك قوله: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا﴾ [يونس: ٢٦] أي: وفوا مقام الإحسان ﴿الْحُسْنَى﴾ [يونس: ٢٦] التي هي الجنة ﴿وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦] وهي النظر إلى الله الكريم، وكذلك قوله: ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ [ق: ٣٥] أي: إيمانًا خاليًا من التعطيل والتحريف ومن التكييف والتمثيل، بل إثبات لها على الوجه اللائق بعظمة الرب. وحكم السنة حكم القرآن- في ثبوت العلم واليقين والاعتقاد والعمل، فإن السنة توضح القرآن وتبين مجمله وتقيد مطلقه، قال الله تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [النساء: ١١٣]

1 / 53