التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة

عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي ت. 1376 هجري
45

التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة

الناشر

دار طيبة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٤هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ ومن أصول أهل السنة والجماعة إثبات معية الله (١) . كقوله تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ﴾ [المجادلة: ٧] وهذه المعية تدل على إحاطة علمه بالعباد ومجازاته لهم بأعمالهم. وفيها ذكر المعية الخاصة كقوله: ﴿أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: ١٩٤] ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: ١٥٣] ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه: ٤٦] ﴿لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: ٤٠] وهذه الآيات تدل -مع العلم المحيط- على العناية بمن تعلقت الله تلك المعية وأن الله معهم بعونه وحفظه وكلاءته وتوفيقه.

(١) المعية صفة من صفات الله وهي قسمان: معية خاصة لا يعلم كيفيتها إلا الله كسائر صفاته، وتتضمن الإحاطة، والنصرة، والتوفيق، والحماية من المهالك، ومعية عامة تتضمن علم الرب بأحوال عباده وإطلاعه على جميع أحوالهم وتصرفاتهم الظاهرة والباطنة، ولا يلزم منها الاختلاط والامتزاج؛ لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه، فعلوُّه على خلقه لا ينافي معيته لعباده بخلاف المخلوق، فإن وجوده في مكان وجهة يلزم منه عدم إطلاعه على المكان الآخر والجهة الأخرى، والرب ليس كمثله شيء لكمال علمه وقدرته.

1 / 51