التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة
الناشر
دار طيبة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٤هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
[فصل في الإيمان بالله] [الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد ﷺ]
فصل في الأصل الأول وهو أصل الأصول كلها وأعظمها وأهمهما وعليه تنبني جميع الأصول والعقائد وهو: الإيمان بالله. قال المصنف ﵀ ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد ﷺ، من غير تحريف (١) ولا تعطيل (٢) . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
(١) التحريف معناه تغيير ألفاظ الأسماء والصفات أو تغيير معانيها، كقول الجهمية في "استوى": استولى، وكقول بعض المبتدعة: إن معنى الغضب في حق الله إرادة الانتقام، وأن معنى "الرحمة" كذلك إرادة الإنعام، وكل هذا تحريف. فقولهم في "استوى" استولى من تحريف اللفظ. وقولهم: "الرحمة" إرادة الأنعام و"الغضب" إرادة الانتقام من تحريف المعنى. والقول الحق أن معنى الاستواء الارتفاع والعلو كما هو صريح لغة العرب، وجاء به القرآن ليدل على أن معناه الارتفاع والعلو على العرش على وجه يليق بجلال الله وعظمته، وكذا الغضب والرحمة صفتان حقيقيتان تليقان بجلال الله وعظمته كسائر الصفات الواردة في القرآن والسنة.
(٢) التعطيل معناه سلب الصفات ونفيها عن الله تعالى، وهو مأخوذ من قولهم (جيد معطل) أي خال من الحلي، فالجهمية وأشباههم قد عطلوا الله عن صفاته؛ فلذلك سموا بالمعطلة، وقولهم هذا من أبطل الباطل؛ إذ لا يعقل وجود ذات بدون صفات، والقرآن والسنة متظافران على إثبات هذه الصفات على وجه يليق بجلال الله وعظمته.
1 / 19