- و-
وهكذا جاءت الترجمة العربية، مرجعًا أمينًا موثوقًا به، يقدم خدمة ثقافية حقيقية للقراء العرب، ويسد حاجة قائمة في هذا المجال، كما كان في أصله معينًا، على تقديم الحضارة العربية، بصورة عادلة إلى القراء في العالم الخارجي …
ولم يكن لهذا المشروع الطموح أن يتحقق، لولا إيمان القائمين عليه بأهدافه الثقافية والقومية، فلقد بدأ المشروع، في الإدارة الثقافية في الأمانة العامة في الجامعة العربية مثل كثير من المشروعات الثقافية والتربوية، إلى أن قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في عام ١٩٧٠، فآلت إليها، كل الأجهزة الثقافية في الجامعة العربية، وفي مقدمتها، الإدارة الثقافية، وانتقلت بذلك التزامات الإدارة الثقافية، ونشاطها، إلى المنظمة التي واصلت تمويل هذا المشروع والإنفاق على ترجمته. وقد صدر الكتاب في القاهرة، عن لجنة التأليف والترجمة والنشر التي يتوجه إليها الشكر في هذا المقام، في طبعتها الأولى (١٩٦٥)، وقد صدر منها لغاية الآن اثنان وأربعون جزءًا. وتقوم دار الجيل حاليًا بطبعها في بيروت في واحد وعشرين مجلدًا بالاتفاق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم …
وفي هذا المجال، فإننا نجدد الشكر المستحق لعلمائنا من كبار المثقفين والمفكرين الذين أشرفوا على نقل هذا الأثر الحضاري المتميز إلى اللغة العربية؛ خدمة للتعاون العالمي في المجال الثقافي؛ وإغناءً للثقافة العربية، وعونًا للقارئ العربي.
والله، من وراء القصد مسؤول، أن ينفع به.
د. محيي الدين صابر
المدير العام
للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
١٤٠٨ هـ = ١٩٨٨ م
المقدمة / 8