دولة الإسلام في الأندلس

محمد عبد الله عنان ت. 1406 هجري
79

دولة الإسلام في الأندلس

الناشر

مكتبة الخانجي

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

الأمراء الأقوياء. ثم آل منصب المحافظ في أواخر القرن السابع إلى أمير مقدام جرىء من الأسرة الكارلية، هو ببين دى هرشتال، فحارب الفرنج الخوارج في فريزيا وسكسونيا وبافاريا وأخضعهم، ولبث محافظا للقصر يحكم مملكة الفرنج في الشرق والغرب بقوة وعزم، مدى سبعة وعشرين عامًا، تم توفي سنة ٧١٥ م موصيًا بمنصبه لحفيده الطفل تودفالد، ولد ابنه جريمولد الذي قتل قبل وفاته. وكان لببين ولد آخر من زوجته " ألفايده " ابنه راتبود زعيم فريزيا الوثني، وهو كارل (أو شارل) مارتل، تركه أبوه فتى قويًا في نحو الثلاثين من عمره، وكان من الطبيعي أن يكون هو محافظ القصر بعد وفاة أخويه الكبيرين جريمولد ودروجو. ولكن ببين تأثر بتحريض زوجه الأولى " بلكترود " وأوصى بالمنصب لحفيده، فكان محافظ القصر طفلا هو تودفالد، يحكم مكان الملك الميروفنجي وهو طفل أيضًا، بواسطة بلكترود التي عينت وصية على حفيدها. وكان أول ما فعلت بلكترود أن قبضت على كارل مارتل، وزجته إلى السجن لتأمن شره ومنافسته. ولكن أشراف أوستريا ساءهم أن تتولى الحكم امرأة. فثاروا ونادوا بأحد زعمائهم " راجنفرد " محافظًا للقصر، ونشبت الحرب بين الفريقين، وهزم حزب بلكترود، فارتدت مع حفيدها إلى كلونية، وقبض راجنفرد على زمام الحكم. وفي تلك الأثناء فر كارل مارتل من سجنه، والتف حوله جماعة من أنصار أبيه، وحارب النوستريين، فاستغاث راجنفرد بالدوق أودو أمير أكوتين القوي، فلم يغنه ذلك شيئًا، وانتهي كارل بأن هزمه ومزق قواته، واضطره إلى التسليم والصلح. أما بلكترود فقد عقدت الصلح أيضًا، ونزلت عن كل حقوقها. وغدا كارل منذ سنة ٧٢٠ م محافظًا للقصر لا ينازعه منازع، يحكم جميع الفرنج في أوستراسيا ونوستريا (١). وهكذا كانت مملكة الفرنج حينما عبر المسلمون إلى غاليا أو غاليس (فرنسا) لثالث مرة بقيادة السمح بن مالك، وغزوا ولاية سبتمانيا القوطية، واستولوا على قواعدها، وزحفوا على مدينة تولوشة (تولوز) عاصمة أكوتين. وكان أودو

(١) راجع في تاريخ مملكة الفرنج ونشأتها وعصر الأسرتين الميروفنجية والكارلية: Zeller: Histoire de l'Allemagne Ch. VII وكذلك Hodgkin: Charles the Great، ch. II & III

1 / 80