مواقف العلماء عبر العصور في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
نَسْتَعِينُ﴾ (١)، واشتدت المعركة، وحلف ابن تيمية للناس باللَّه الذي لا إله إلا هو إنكم لمنصورون، وأمر الناس بالإفطار، وأفطر هو أمامهم، ثم أنزل اللَّه النصر على المسلمين، ثم هرب التتار، واقتحموا الجبال والتلول والآكام، وصاروا يتساقطون في الأودية، وهربوا ليلًا، وغرق منهم خلق كثير في الفرات بسبب الظلام، وعاد الشيخ ومن معه إلى دمشق في اليوم الخامس من رمضان سنة ٧٠٢هـ، وقد نصرهم اللَّه تعالى (٢).
وله مواقف بطولية فذة حكيمة مع السلاطين، تدل على صدقه وإخلاصه وشجاعته في الحق (٣).
وقد ظهرت حكمة ابن تيمية ﵁ في أثناء لقائه مع التتار وقائدهم في النقاط الآتية:
١ - طلبه الأمان لأهل دمشق على دمائهم وأعراضهم وأموالهم، فأجابه قازان إلى ذلك.
_________
(١) سورة الفاتحة، الآيتان: ٤ - ٥.
(٢) انظر: البداية والنهاية، ١٤/ ٢٢ - ٢٦، وأوراق مجموعة من حياة ابن تيمية، ص٣٣.
(٣) انظر موقفه مع الملك الناصر لدين الله في حياة ابن تيمية لمحمد بهجة البيطار، ص٢٥، والأعلام العلية في مناقب ابن تيمية، ص٧٤.
وللشيخ مواقف أخرى في جهاده مع الباطنية سنة ٧٠٥هـفي ثاني محرم، فقد خرج إليهم مع نائب السلطان، فهزمهم الله، وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا.
انظر: ابن تيمية: جهاده ودعوته، للقطان، ص٥٠.
1 / 20