وجود في العالم، ولكن بلهاء القوم لم يعرفوا أن البيت الذي نسجوه كان بيت العنكبوت ولا يبقى أمام عاصفة الحق.
فالرواية التي ردوها هذا حسدًا ونقمة على الصديق لم يعلموا أن إمامهم الخامس المعصوم رواها من رسول الله ﷺ، وفى كتابهم أنفسهم، نعم! في كتابهم "الكافي" الذي يعدونه من أصح الكتب ويقولون فيه: إنه كاف للشيعة، يروي الكليني في هذا الكافي عن حماد بن عيسى عن القداح عن أبي عبيد الله ﵇ قال:
قال رسول الله ﷺ: من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة ... .. وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر" (١).
ورواية أخرى أن جعفر أبا عبد الله قال: إن العلماء ورثة الأنبياء، وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم" (٢).
فماذا يقول المجلس ومن شاكله في هذا؟ وفي الفارسية بيت من الشعر إن كانت هذه جريمة ففي مدينتكم ترتكب أيضًا.
وهناك روايتان غير هذه الرواية رواهما صدوق القوم تؤيد هذه الرواية وتؤكدها وهي:
"عن إبراهيم بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدته بنت أبي رافع قالت: أتت فاطمة بنت رسول الله ﷺ بابنيها الحسن والحسين ﵉ إلى رسول الله ﷺ في شكواه الذي توفي فيه، فقالت:
(١) "الأصول من الكافي" كتاب فضل العلم، باب العالم والمتعلم ج١ ص٣٤ (٢) "الأصول من الكافي" باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء ج١ ص٣٢
1 / 87