السيرة النبوية - دروس وعبر
الناشر
المكتب الإسلامي
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م
تصانيف
وصاحبه في هذا الغار. فيجيبه الآخرون: ألا ترى إلى فم الغار كيف تنسج عليه العنكبوت خيوطها، وكيف تعشعش فيه الطيور، مما يدل على أنه لم يخل هذا الغار أحد منذ أمد، وأبو بكر ﵁ يرى أقدامهم وهم واقفون على فم الغار، فيرتعد خوفا على حياة الرسول ﷺ ويقول له: والله يا رسول الله، لو نظر أحدهم إلى موطئ قدمه لرآنا، فيطمئنه الرسول ﷺ بقوله: «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟».
٦ - أرسلت قريش في القبائل تطمع كل من عثر على الرسول ﷺ وصاحبه، أو قتله، أو أسره، في دفع مبلغ ضخم من المال يغري الطامعين، فانتدب لذلك سراقة بن جعشم، وأخذ على نفسه أن يتفقدهما ليظفر وحده بالجائزة.
٧ - بعد أن انقطع طلب رسول الله ﷺ وصاحبه، خرجا من الغار مع دليلهما وأخذا طريق الساحل «ساحل البحر الأحمر» وقطعا مسافة بعيدة أدركهما من بعدها سراقة، فلما اقترب منهما، ساخت قوائم فرسه في الرمل فلم تقدر على السير، وحاول ثلاث مرات أن يحملها على السير جهة الرسول ﷺ، عندئذ أيقن أنه أمام رسول كريم، فطلب من الرسول ﷺ أن يعده بشيء إن نصره، فوعده بسواري كسرى يلبسهما، ثم عاد سراقة إلى مكة فتظاهر بأنه لم يعثر على أحد.
٨ - وصل الرسول ﷺ وصاحبه المدينة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول وبعد أن طال انتظار أصحابه له، يخرجون
1 / 63