السيرة النبوية - دروس وعبر
الناشر
المكتب الإسلامي
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م
تصانيف
كثيرا، حتى كاد يخرج إلى الجبال فَيَهُمُّ بأن يترى من رؤوسها، ظنا منه أن الله قد قلاه بعد أن اختاره لشرف الرسالة، ثم عاد إليه الوحي بعد ذلك كما يروي الإمام البخاري في «صحيحه» عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي ﷺ: «بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملوني، فأنزل الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ﴾ إلى قوله: ﴿َالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ فحمي الوحي وتتابع.
٤ - بدأ رسول الله ﷺ بعد ذلك يدعو إلى الإسلام من وثق بعقله ثلاث سنوات كاملة، حتى أسلم عدد من الرجال والنساء ممن عرفوا برجحان الرأي وسلامة النفس.
٥ - أمر رسول الله ﷺ بعد أن بلغ عدد الداخلين في الإسلام نحوا من ثلاثين أن يبلغ الدعوة جهرا، وذلك في قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الحجر: ٩٤].
٦ - ابتدأت بذلك مرحلة الإيذاء للمؤمنين الجدد ولرسول الله ﷺ، فقد هال المشركين أن يسفه الرسول أحلامهم، ويعيب آلهتهم، ويأتيهم بدين جديد يدعو إلى إله واحد لا تدركه العيون والأبصار، وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير.
1 / 46