الرحيق المختوم مع زيادات
الناشر
دار العصماء
رقم الإصدار
الأول
سنة النشر
١٤٢٧
مكان النشر
دمشق
تصانيف
عمر بن الخطاب، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب، فقال عمر، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله. وأسلم فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد «١» .
كان عمر ﵁ ذا شكيمة لا يرام، وقد أثار إسلامه ضجة بين المشركين بالذلة، والهوان، وكسا المسلمين عزة وشرفا وسرورا.
أثر إسلام عمر على المشركين:
روى ابن إسحاق بسنده عن عمر قال: لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة أشد لرسول الله ﷺ عداوة، قال: قلت: أبو جهل، فأتيت حتى ضربت عليه بابه فخرج إليّ، وقال: أهلا وسهلا، ما جاء بك؟ قال: جئت لأخبرك أني قد آمنت بالله وبرسوله محمد، وصدقت بما جاء به. قال: فضرب الباب في وجهي، وقال: قبحك الله، وقبح ما جئت به «٢» .
وذكر ابن الجوزي أن عمر ﵁ قال: كان الرجل إذا أسلم تعلق به الرجال، فيضربونه ويضربهم، فجئت- أي حين أسلمت- إلى خالي- وهو العاصي بن هاشم- فأعلمته فدخل البيت، قال: وذهبت إلى رجل من كبراء قريش- لعله أبو جهل- فأعلمته فدخل البيت «٣» .
وذكر ابن هشام وكذا ابن الجوزي مختصرا، أنه لما أسلم أتى إلى جميل بن معمر الجمحي- وكان أنقل قريش للحديث- فأخبره أنه أسلم، فنادى جميل بأعلى صوته أن ابن الخطاب قد صبأ. فقال عمر: - وهو خلفه- كذب، ولكني قد أسلمت، فثاروا إليه، فما زال يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم، وطلح، أي أعيا عمر، فقعد، وقاموا على رأسه، وهو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا «٤» .
وبعد ذلك زحف المشركون إلى بيته يريدون قتله. روى البخاري عن عبد الله بن عمر
_________
(١) تاريخ عمر بن الخطاب ص ٧، ١٠، ١١، مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله ص ١٠٢، ١٠٣، ابن هشام ١/ ٣٤٣، ٣٤٤، ٣٤٥، ٣٤٦.
(٢) المصدر الأخير ١/ ٣٤٩، ٣٥٠.
(٣) تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص ٨.
(٤) نفس المصدر ص ٨ وابن هشام ١/ ٣٤٨، ٣٤٩.
1 / 57