الرحيق المختوم مع زيادات
الناشر
دار العصماء
رقم الإصدار
الأول
سنة النشر
١٤٢٧
مكان النشر
دمشق
تصانيف
غزوة بدر الكبرى أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة
سبب الغزوة:
قد أسلفنا في ذكر غزوة العشيرة أن عيرا لقريش أفلتت من النبي ﷺ في ذهابها من مكة إلى الشام، ولما قرب رجوعها من الشام إلى مكة بعث رسول الله ﷺ طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى الشمال، ليقوما باكتشاف خبرها، فوصلا إلى الحوراء، ومكثا حتى مر بهما أبو سفيان بالعير، فأسرعا إلى المدينة، وأخبرا رسول الله ﷺ بالخبر.
كانت العير مركبة من ثروات طائلة من أهل مكة، ألف بعير موقرة بالأموال، لا تقل عن خمسين ألف دينار ذهبي، ولم يكن معها من الحرس إلا نحو أربعين رجلا.
إنها فرصة ذهبية لعسكر المدينة، وضربة عسكرية وسياسية واقتصادية قاصمة ضد المشركين لو أنهم فقدوا هذه الثروة الطائلة، لذلك أعلن رسول الله ﷺ في المسلمين قائلا: هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها.
ولم يعزم على أحد بالخروج، بل ترك الأمر للرغبة المطلقة، لما أنه لم يكن يتوقع عند هذا الانتداب أنه سيصطدم بجيش مكة- بدل العير- هذا الاصطدام العنيف في بدر، ولذلك تخلف كثير من الصحابة في المدينة، وهم يحسبون أن مضي رسول الله ﷺ في هذا الوجه لن يعدو ما ألفوه في السرايا الماضية، ولذلك لم ينكر على أحد تخلفه في هذه الغزوة.
مبلغ قوة الجيش الإسلامي وتوزيع القيادات:
واستعد رسول الله ﷺ للخروج ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا (٣١٣، أو ٣١٤، ٣١٧ رجلا)، ٨٢ أو ٨٣ أو ٨٦ من المهاجرين، و٦١ من الأوس و١٧٠ من الخزرج. ولم
1 / 144