المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي
الناشر
بدون
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
تصانيف
واعْلَمْ يَا رَعَاكَ اللهُ أنَّ التَّخَصُّصَ العِلْمِيَّ (الجَامِعِيَّ) قِسْمَانِ: مَحْمُوْدٌ، ومَذْمُوْمٌ.
* فأمَّا التخَصُّصُ المَحْمُوْدُ: فَهُو مَنْ جَمَعَ صَاحِبُه بَينَ القَدْرِ الوَاجِبِ مِنَ العُلُوْمِ الشَّرْعِيَّةِ (الغَائِي مِنْها والآلِي) (١)، وبَينَ التَّوَسُّعِ والتَّفَنُّنِ في عِلْمٍ مَّا.
وهَذَا؛ هُوَ الَّذِي أُتِيَ صَاحِبُه مِنَ العُلُوْمِ الشَّرْعِيَّةِ نَصِيبٌ وَافِرٌ تَبْرَأ بِه الذِّمَّةُ ويَسْقُطُ بِه الطَّلَبُ، مَعَ تَخَصُّصٍ وتَفَنُّنٍ في أحَدِ العُلُوْمِ الشَّرْعِيَّةِ.
فَتَرَاهُ إذا كَانَ فَقِيهًا (مَثَلًا): قَدْ أخَذَ مِنْ عُلُوْمِ الغَايَةِ والآلَةِ: القَدْرَ الوَاجِبَ الَّذِي يُسَاعِدُه عَلَى فَهْمِ دِينه بعَامَّةٍ، وبالفِقْهِ بِخَاصَّةٍ، إلَّا أنه مَعَ هَذَا قَدْ اجْتَهَدَ في فَنِّ الفِقْهِ، وبَرَّزَ فيه؛ حَتَّى عُرِفَ بِهِ ولُقِّبَ باسْمِه.
...................... ... فَقِسْ عَلَى قَوْلِي يكنْ عَلامةً!
فعِنْدَهَا؛ كَانَ التَّحْصيلُ العِلْمِيُّ عِنْدَ السَّلَفِ يَأخُذُ بعُلُوْمِ الشَّرِيعَةِ جُمْلَةً وتَفْصِيلًا، مَعَ تَفَاضُلٍ ونبوْغٍ في فَنٍّ دُوْنَ آخَرَ، فَهُمْ لا
(١) عُلُوْمُ الغَايَةِ مِثْلُ: العَقِيدَةِ، والحدِيثِ، والفِقْهِ، والتفْسِيرِ. وعُلُوْمُ الآلَةِ مِثْلُ: النَّحْوِ، واللُّغَةِ، وأُصُوْلِ الفِقْهِ، ومُصْطَلَحِ الحدِيثِ، والمَنْطِقِ ... إلخ.
1 / 116