الأصول العلمية للدعوة السلفية
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٨ هـ
مكان النشر
الكويت
تصانيف
ولم يحرمه الله؛ فكيف بمن وصف الله حسب هواء، فعمد إلى آياته فحرفها، وأحاديث رسوله فحجب نورها، وضلل المصدق المؤمن بها؟!
وخلاصة هذا الأمر الأول: أن السلفي يؤمن بصفات الله وأسمائه ﷾؛ كما جاءت في كتابه، على لسان رسوله ﷺ، سواء كانت أخبارًا متواترة، أو أخبار آحاد صحيحة.
فخبر الآحاد الصحيح يوجب العلم والعمل؛ لأنهما سواء؛ فلا علم دون عمل، ولا عمل دون علم بل لا يجوز لمسلم أن يعمل عملًا ما من أعمال الدين إلا إذا ثبت عنده صدق المخبر به عن الله أو عن رسوله ﷺ.
وبذلك يفترق السلفي عن جمهور كثير يظنون أنفسهم موحدين لله، وما هم كذلك، وقد حرفوا صفات الله، ومنعوا الناس عن الإيمان بها والتصديق بمعانيها، أو بدلوا لهم معانيها وأمروهم أن يؤمنوا بها على نحو آخر.
ثانيًا: إفراد الله ﷾ وحده بالعبادة
وعندما نقول: إفراده بالعبادة؛ فلا نعني الصلاة والزكاة والصوم والحج فقط، بل نعني كل ما يندرج تحت هذه اللفظة من معانيها، وعلى رأس ذلك الدعاء.
فالدعاء هو العبادة، فلا دعاء لغير الله كائنًا من كان؛ رسولًا أو وليًا حقًا أو وليًا مزعومًا.
ويأتي بعد الدعاء: السجود، وأنواع من الحب، والتعظيم، والخشية، والخوف، وكذلك الذبح والنذر،
1 / 13