الأصول العلمية للدعوة السلفية

عبد الرحمن بن عبد الخالق ت. 1442 هجري
41

الأصول العلمية للدعوة السلفية

الناشر

الدار السلفية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩٨ هـ

مكان النشر

الكويت

تصانيف

ولذلك؛ فالدعوة السلفية دعوة شمولية لأركان الإسلام ومناهجه جميعًا: ﴿يأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافةً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين﴾ (البقرة: ٢٠٨) . فالعمل بجزء من الشريعة وترك جزء آخر من اتباع خطوات الشيطان، الذي يبرر لبعض العاملين في الحقل الإسلامي ترك الواجبات وفعل كثير من المحرمات بدواعي المصلحة المزعومة للدعوة ... والخلاصة: أن إقامة الحجة تكون بالبيان الدائم لأصول الإسلام وفروعه ... هذا البيان الذي لا يترك في الحق لبسًا حتى ينقطع العذر، ولا يكون لأحد العدول عن فعل الواجب وترك الحرام. رابعًا: الإعذار إلى الله بأداء الأمانة: الدعوة إلى الله ﵎ واجب حتم في الإسلام وأمانة في عنق كل مسلم حمل علمًا وأمكنه الله من نشره وإبلاغه، وذلك لأدلة كثيرة جدًا؛ منها قوله تعالى: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾ (آل عمران: ١١٠) . ومعنى الآية أن المسلمين لم يكونوا خير أمة إلا بذلك. وقوله تعالى: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾ (١٠٤) . ومعنى ﴿منكم﴾ هنا: البدء لا التبعيض؛ أي: لتكونوا أمة داعية إلى الخير؛ كما أقول: ليكن منك رجل صالح؛ أي: لتكن أنت رجلًا صالحًا. وكذلك قول الرسول

1 / 45