الأصول العلمية للدعوة السلفية
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٨ هـ
مكان النشر
الكويت
تصانيف
ولذلك؛ فالدعوة السلفية دعوة شمولية لأركان الإسلام ومناهجه جميعًا: ﴿يأيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافةً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين﴾ (البقرة: ٢٠٨) .
فالعمل بجزء من الشريعة وترك جزء آخر من اتباع خطوات الشيطان، الذي يبرر لبعض العاملين في الحقل الإسلامي ترك الواجبات وفعل كثير من المحرمات بدواعي المصلحة المزعومة للدعوة ...
والخلاصة: أن إقامة الحجة تكون بالبيان الدائم لأصول الإسلام وفروعه ... هذا البيان الذي لا يترك في الحق لبسًا حتى ينقطع العذر، ولا يكون لأحد العدول عن فعل الواجب وترك الحرام.
رابعًا: الإعذار إلى الله بأداء الأمانة:
الدعوة إلى الله ﵎ واجب حتم في الإسلام وأمانة في عنق كل مسلم حمل علمًا وأمكنه الله من نشره وإبلاغه، وذلك لأدلة كثيرة جدًا؛ منها قوله تعالى: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله﴾ (آل عمران: ١١٠) .
ومعنى الآية أن المسلمين لم يكونوا خير أمة إلا بذلك.
وقوله تعالى: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾ (١٠٤) .
ومعنى ﴿منكم﴾ هنا: البدء لا التبعيض؛ أي: لتكونوا أمة داعية إلى الخير؛ كما أقول: ليكن منك رجل صالح؛ أي: لتكن أنت رجلًا صالحًا.
وكذلك قول الرسول
1 / 45