الأصول العلمية للدعوة السلفية

عبد الرحمن بن عبد الخالق ت. 1442 هجري
30

الأصول العلمية للدعوة السلفية

الناشر

الدار السلفية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩٨ هـ

مكان النشر

الكويت

تصانيف

وتعالى، فيجعلها غاية للمسلم؛ يسعى إليها ويتخذ لها الوسائل المشروعة التي جاء بها الكتاب والسنة؛ فلا تزكية بغيرهما، ولا تزكية دونهما أبدًا. وبذلك يبطل في هذا المنهج جميع الاجتهادات العبادية والسلوكية التي ابتدعت في المنهج الصوفي؛ من الانفراد في الخرائب والقبور، والعيش على طعام بعينه، والعزلة مدة محددة، وترك النظافة والتطهر، وترك الكلام، والجلوس في الشمس، وتعذيب النفس بشيء لم يأت به الشارع، وقراءة الأذكار المبتدعة، والرقص والغناء والسماع الشيطاني الذي أصبح من لوازم الطرق الصوفي. وكذلك يبطل المنهج السلفي هذا السعي الضال وراء ما يسمى بالفتوحات والكشوف، التي ما هي إلا وساوس شيطانية وأفكار فلسفية إلحادية، كشفنا زيفها في كتابنا الآنف؛ فارجع إليه؛ لتقف على هذه الحقائق العجيبة. ويبطل في المنهج السلفي هذه الظاهرية الجامدة التي تتعامل مع نص وتنسى أهدافه وغاياته، وهذا الفقه الأعوج الذي جعل كل قول في الدين حجة، وكل فتوى -لا دليل عليها- حكمًا شرعيًا، وبذلك استحلت الحرمات، وفسدت مناهج الإصلاح، وأظلمت النفوس، وخبا فيها نور الوحي السماوي: كتاب الله وسنة رسوله ﷺ. والمنهج السلفي للإصلاح والتربية والسلوك والتزكية لا يجعل مثلًا أعلى في هذا إلا رسول الله ﷺ، إذ هو أطهر البشر نفسًا، وأعلاهم مقامًا، وأقومهم خلقًا وأرشدهم طريقة ومنهجًا؛ كما قال رسول

1 / 34