الأصول العلمية للدعوة السلفية
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٨ هـ
مكان النشر
الكويت
تصانيف
هشام سأل السيدة عائشة ﵂ عن خلق الرسول ﷺ؟ فقالت: [كان خلقه القرآن] .
ولذلك قال رسول الله ﷺ: [إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق] (الأحاديث الصحيحة (رقم ٤٥)، وقال الشيخ ناصر الدين: "رواه البخاري في: الأدب المفرد"، وابن سعد في "الطبقات"، والحاكم، وأحمد، وابن عساكر") .
وحصر الرسول رسالته في هذا يعطيك الدليل الكامل على أن رسالة الإسلام كلها رسالة للتزكية والتطهير.
إذا علمنا أن الإسلام دين تزكية وتطهير، وأن الرسول ﷺ لم يبعث إلا لهذا؛ فيجب علينا أن نعلم أيضًا أنه ﷺ قد أتم هذه التزكية منهجًا وعملًا.
لأن الله أتم دينه ونعمته على رسوله والمؤمنين؛ كما قال تعالى:
﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا﴾ (المائدة: ٣)
ومعنى هذا أنه لا يجوز الإحداث فيها؛ كما هو الشأن في جميع شؤون التقرب.
وذلك أن الإحداث في العبادة يؤدي إلى الفساد والانحلال؛ فضلًا عن أنه مرفوض غير مقبول عند الله ﷾.
وقد رأينا كيف انفتح هذا الباب على المسلمين، فدخل منه شر مستطير وبلاء عظيم؛ فمناهج إصلاح النفس والتربية التي اندرجت تحت اسم التصوف قد جمعت في طياتها بلاء لا حصر له ولا حد، وامتد الفساد من حقل التربية والأخلاق والتعبد إلى وضع الحديث وإفساد العقيدة وتحطيم الشرع الذي سموه بالظاهر، وفتح الباب للخرافات والخزعبلات والترهات، ثم وقوع الشرك وعبادة غيره ﷾، ثم الفلسفات الهالكة؛ كالقول بوحدة الوجود
1 / 32