الأصول العلمية للدعوة السلفية

عبد الرحمن بن عبد الخالق ت. 1442 هجري
23

الأصول العلمية للدعوة السلفية

الناشر

الدار السلفية

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٣٩٨ هـ

مكان النشر

الكويت

تصانيف

فالنفس الزكية: هي الطيبة الطاهرة البعيدة عن كل ما يدنس النفوس من غش وحقد وحسد وظلم وسخيمة. وهذا المعنى مأخوذ من قول العرب: (زكا الزرع: إذ نما وأينع)، والرائحة الزكية: هي الطيبة. قال تعالى مبينًا افتراق النفوس في الزكاة: ﴿ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها﴾ (الشمس: ٧-١٠) . فالنفس الزكية: هي الطيبة الطاهرة النقية. وقد أقسم ﷾ أن الفلاح منوط بتزكية النفس وتطهيرها، وذلك في سورة الشمس، بعد أحد عشر قسمًا، وليس في القرآن أقسام متوالية بهذه الكثرة على حقيقة واحدة؛ إلا في هذه السورة. قال تعالى: ﴿والشمس وضحاها* والقمر إذا تلاها* والنهار إذا جلاها* واليل إذا يغشاها* والسماء وما بناها* والأرض وما طحاها* ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها﴾ (الشمس: ١-١٠) . وبين في آيات أخر أنه لا يدخل الجنة إلا من اتصف بهذه الزكاة والطيبة والطهر؛ كما قال تعالى: ﴿وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرًا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلم عليكم طبتم فادخلوها خالدين﴾ (الزمر: ٧٣) . والطيبة هنا هي سبب دخولهم الجنة، وهي ثمرة العبادة وغايتها،

1 / 27