الأصول العلمية للدعوة السلفية
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٨ هـ
مكان النشر
الكويت
تصانيف
ثانيًا: الاتباع
بعد أن يعلم السائر في المنهج السلفي توحيد الله ﷾ حسب أركانه السالفة؛ فإنه يتوجب عليه إفراد الرسول ﷺ بالاتباع، وذلك تحقيقًا لقوله: "أشهد أن محمدًا رسول الله".
وهذه الشهادة لا تكون كاملة إلا بالأمور الآتية:
أولا: أن يعلم أن محمدًا ﷺ رسول مبلغ عن ربه جل وعلا، وأنه قد جاء بوحيين: الأول كتاب الله القرآن. الثاني: سنته ﷺ
وذلك لقوله ﷺ: [ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه] (رواه أبو داود وغيره بسند صحيح) .
فكلام رسول الله ﷺ مثل كلام الله تعالى؛ سواء في الاعتقاد والعمل والقبول؛ لأن هذا وهذا من الله ﷾، والرسول لا يأمر ولا ينهى ولا يحرم ولا يحل في أمور الدين بشيء من عند نفسه، بل بأمر الله ﷾، ولا يخبر بشيء من الغيب إلا بوحي منه جل وعلا؛ كما قال ﷾: ﴿ولو تقول علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين﴾ (الحاقة: ٤٤-٤٧) .
وإذا كان أمر السنة كذلك؛ فإنه يشملها جميع أحكام التكليف؛ من: واجب، ومندوب، وحرام، ومكروه، ومباح، ويكون من رد
1 / 19