علوم البلاغة «البديع والبيان والمعاني»

محمد أحمد قاسم ت. غير معلوم
77

علوم البلاغة «البديع والبيان والمعاني»

الناشر

المؤسسة الحديثة للكتاب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠٠٣ م

مكان النشر

طرابلس - لبنان

تصانيف

ب- بعد لفظ التورية ، ومنه قول الشاعر (الطويل): أرى ذنب السّرحان في الأفق طالعا ... فهل ممكن أن الغزالة تطلع؟ في البيت توريتان، أولاهما (ذنب السّرحان). وفيها معنيان: أ- قريب، وهو ذنب الحيوان (الذئب)، وهو المعنى المورّى به. ب- بعيد، أول ضوء النّهار، وهو المعنى المورّى عنه، وهذا المعنى هو المعنى المراد. وقد بيّنه بذكر لازم بعده بقوله (طالعا). ثانيتهما (الغزالة) وفيها معنيان: أ- قريب، وهو الغزالة الوحشية المعروفة، وهو المعنى المورّى به الذي لم يقصده الشاعر. ب- بعيد، وهو الشمس، وهو المعنى المورّى عنه وقد بيّنه الشاعر بذكر لازمه بعده (تطلع) وهذا هو المعنى المقصود. ٤ - التورية المهيأة ، وهي على ثلاثة أنواع: ١ - المهيأة بلفظ قبلها ، نحو قول ابن سناء الملك في الملك المظفّر (الطويل): وسيرك فينا سيرة عمريّة ... فروّحت عن قلب وأفرجت عن كرب وأظهرت فينا من سميّك سنّة ... فأظهرت ذاك الفرض من ذلك النّدب فالتورية في (الفرض والنّدب) وفيهما معنيان: - قريب، وهو أن يعني الشاعر بهما الأحكام الشرعية، وهو المعنى المورّى به، غير المقصود. - بعيد، وهو أن يكون الفرض بمعنى العطاء، والنّدب صفة المرء السريع في قضاء الحاجات، وهو المعنى المورّى عنه (المقصود).

1 / 80