1 / 1
1 / 2
1 / 3
1 / 4
(١) أصلها: مقالة لطيفة رائعة، بعنوان: «السمبوسة في الأدب العربي» للأستاذ: إبراهيم باجس، نشرها في ... «جريدة الرياض» (عدد ١٠٧٨٤) يوم الجمعة (٤/ ٩/ ١٤١٨ هـ)، وفيها نقلان، الأول: من معجم الفارسية، والثاني: قصيدة إسحاق من «مروج الذهب» للمسعودي. استلطفتُ ورودها عند المسعودي في ذلك الزمن، فحفظت المقالة عندي، ثم زدت عليها يسيرًا، ونشرتها في مجمع تعليمي - مسندًا الفائدة لصاحبها ـ، ثم بدأت أضيفُ إليها ما أقف عليه ــ دون قصد للبحث - من معلومات تراثية عن هذه الأكلة المعَمَّرَة. وهكذا، بعض المؤلفات، والبحوث، والمقالات لا يُقدِّر المرءُ كتابتَها ابتداءً، وإنما تأتي مفاجئةً أحيانًا بعد مرور عدد من فوائدها، فكأن بعضَها تفرض نفسها فرضًا على الكاتب - وهذه المقالة عن ... السمبوسة من هذا الباب ـ. وفي هذه النشرة الرابعة، دعني أحدثك - مادمتُ معك الآن في حديث سمَر ـ: أنني منشرح الصدر لإخراج هذه الأحاديث أكثر من ذي قبل، وإن أصبحَتْ تأليفًا مِن بَعد البحث، القادمِ بعدَ المقال؛ لأنني استعرضت بعد نشرتي الثالثة عددًا من المقالات الصحفية والتقنية التي تتحدث عن هذه الأكلة، فوجدتها كلامًا ليس فيه خيط من خيوط المعرفة الصحيحة الموثَّقة!! وكأن قصد أصحابها لفت النظر إلى الصحيفة فقط ...، نعم، كلها كذب وافتعال ونسبة كاذبة للتراث، ولم يَعزُ مقالٌ مما وقفت عليه إلى مصدر واحد، فتجد المقالات مليئة بالكلمات الصحافية التي يرددها مدعو الثقافة في البلاد العربية، مثل: إن هذه الأكلة ترجع فيما قيل إلى الهند، وقد دخلت العالم العربي بعد الاستعمار البريطاني ... ويحكى في التاريخ أنها جلبت من إندونيسيا بواسطة التجار الحضارم، ثم وصلت الحرمين ... وهي كما في بعض الأساطير تنسب لمدينة اسمها سمبوسة في العراق، وقيل: سُم بوسَة، والأكلة مما تُقدم لامبراطور الصين ... !! هذه الأساليب الدالة على خواء المعلومات من جماعة: (أثبتت الدراسات الغربية وأثبتت المراكز البحثية)!! فإن كانت المعلومة شرقية، ربطوها بامبراطور الصين، أو حاكم الهند، ولابد من الإشارة إلى التجار، أو الحجاج، هذه أساليب الفارغين من بعض الكتاب أصحاب «أثبتت الدراسات» بمثل هذه الأكاذيب من مدعي الثقافة تنتشر كثير من المعلومات بين الناس حتى تصبح من المسلَّمات ... هذا الموضوع أنموذج، لما ينتشر عند الناس، من كلام مرسل لم يوثَّق بمصدر تراثي ... وأنت ترى أن هذه الأكلة مذكورة في كتب: الفقه، والحُسْبة، والتاريخ، واللغة، والأدب، والطبخ ... من كتب تراث المسلمين الأصيل ... فلعل من فوائد كتابة ما كتبتُ أن تكون أنموذجًا لأهمية الرجوع إلى المصادر في أي موضوع كان، وعدم الالتفات إلى خرافات الكتبة المعاصرين الذين يكتبون معلوماتهم من ظنونهم ويعزونها إلى التاريخ دون مصدر ... نعم ما المانع أن يُعزى إلى مصدر أو مصدرين أصليين للمعلومات الواردة في المقال ولو كان المقال في صحيفة، مادم أن الموضوع تراثيٌّ ... وتزداد الأهمية في زماننا هذا؛ لأن أبناءنا وبناتنا بل ورجالنا ونساءنا إذا أرادوا الحديث أو الكتابة عن موضوع ما، كالشاي، أو القهوة مثلًا، ضغطوا كلمة واحدة في (قوقل) ولن يجدوا في الغالب إلا كلام عَوامٍّ قُحِّ، مدون في صحيفة ورقية أو تقنية أو منتديات، وقد تُنوقِل كثيرًا، كلٌّ ينقل من الآخر، حتى يظن القارئ أنَّ هذا أمرٌ متَّفقٌ عليه متواتر بين الناس، وأنها الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها!! مع أنه لم يَعزُ أحدٌ منهم إلى كتاب علمي فضلًا عن عدة مصادر بالمجلد والصفحة!! ألا فلنُعلِّم أولادَنا أنَّ ما تجدونه في «قوقل» مكتوبًا ومنطوقًا لا يُعتمد عليه مالم تقف عليه في عدة مصادر أصلية، وإلا زادت الخرافات والأكاذيب، ثم نتَّهم تاريخنا القديم والجديد لأنه روَّج هذه الأكاذيب!! وتزداد الأهمية درجات بعد درجات إذا علمنا أن أولادنا - يا للأسف الشديد - مفتونون بالكتب الغربية المترجمة، لا يلتفتون إلى كتب التراث الغنية المميزة في كل الفنون - والسمبوسة التي بين يديك خير مثال ـ، ساعدهم في هذا البُعد أناس يُرى أنهم مثقفون قدوة، يتبعون ما يريد منهم الشباب، ويرون أن الثقافة الجديدة الأجنبية هي التي تلفت الأنظار، وتُلبس متحدثها التحضر والحداثة الثقافية ... وأحيلك إلى ما كتبته في مقدمة كتابي «منهج الدميري في كتابه حياة الحيوان»، أزعم أن فيه عبرةً ونذارة. وما دمتُ معك في مجلس سمَر، فَلِمَ تعاتبني على هذا الاستطراد - وليس باستطراد في الحقيقة - بل هو بيان أهمية الكتابة التراثية في غالب شؤوننا، مع إتباعها بالكتب المعاصرة؛ لنفخر به، ونرفع به رؤوسنا. معارفنا العامة، وثقافتنا إذا وُثِّقت من المصادر العربية وحُرِّرت، كان هذا علامة على التوثيق والتحرير في شؤوننا كلها: في ديننا، ودنيانا، وعلى عنايتنا بالضبط والإتقان ... والله المستعان.
1 / 5
(١) بالمناسبة: هل توجد دراسة جامعية في «السُّنَّة وعلومها» عن أحاديث المذاكرة؟ ثم وجدت كتابًا بعنوان «فن المذاكرة عند المحدِّثين - معالمه وأعلامه ـ» د. محمد بن إبراهيم العشماوي المصري، ط. جائزة دبي الدولية للقرآن ١٤٣٤ هـ، مجلد لطيف (١٥١ صفحة)، وانظر فيه (ص ١٢٩ - ١٣٤). (٢) انظر: «الكامل» للمبرِّد (٢/ ٨٤٩)، وغيره كثير ممن تحدث عن ترويح النفوس، فإنها تمَلُّ كما تمَلُّ الأبدان.
1 / 7
(١) في مقدمة كتابي «منهج الدميري في كتابه حياة الحيوان» استطراد في بيان أهمية كتب التراث الإسلامي، وغَنَائِه بكل ما يمتع ويفيد؛ وإنكار تغريب الثقافة.
1 / 8
(١) «التطفيل» للخطيب - تحقيق عٌسيلان - (ص ٥٩). (٢) «التطفيل» للخطيب (ص ٦٠).
1 / 9
1 / 10
1 / 11
(١) هذا الاسم أكثر ما ورد في كتب التراث. (٢) هذا الاسم لم أره إلا في «رحلة ابن بطوطة» عن تسمية الهنود له. ولعله محرفة في نطقهم عن «سنبوسك». وذكرها العلامة أحمد تيمور باشا عن ابن بطوطة، وقال: لعله هو - أي سنبوسك - وحُرِّف في النسخة. ... «معجم تيمور الكبير» (٤/ ١٣٨).
1 / 12
(١) لي مقال بعنوان «أعجمي فالعَبْ به» نُشر في جريدة الجزيرة، السبت (٥/ ٣/ ١٤٣٦ هـ) (ص ١٩ من المجلة الثقافية)، وهو منشور في قناتي في التليجرام. (٢) «تثقيف اللسان» للصقلي (ص ٥٤). (٣) «تصحيح التصحيف» للصفدي (ص ٣١٩)، وأحال محققه د. رمضان عبد التواب في مسألة التعاقب في المعربات من الفارسية، وغيرها إلى: «الكتاب» لسيبويه (٤/ ٣٠٥)، و«المزهر» للسيوطي (١/ ٢٧٤). (٤) «معجم تيمور الكبير» لأحمد تيمور باشا (٤/ ١٣٨).
1 / 13
(١) «المدخل إلى تقويم اللسان» للَّخْمِي - تحقيق د. حاتم الضامن - (ص ٢٠٤). (٢) «القرط على الكامل» لأبي الحسن القشتيلي (ص ٥٣٨). فائدة: القشتيلي جمع ما كتبه الوقشيُّ، وابنُ السيد البطليوسي، من الطرر على الكامل للمبرد، مع زيادات مَن قبله عليهما، وسماه «القرط على الكامل»، صرَّح بذلك في مقدمته، ومع ذلك أخطأ محقق الكتاب فجعل مؤلفه: الوقشي والبطليوسي!! وقد أحسنت المكتبة الشاملة التقنية في تعديل هذا الخطأ حين إدخاله في المكتبة.
1 / 14
(١) داود بن عمر الأنطاكي: عالم بالطب والأدب. كان ضريرًا، انتهت إليه رئاسة الأطباء في زمانه. انظر ترجمته في: «خلاصة الأثر» للمحبي (٢/ ١٤٠)، «الأعلام» للزركلي (٢/ ٣٣٣). (٢) «تذكرة داوود الأنطاكي» (١/ ١٨٦)، المسماة بِـ «تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب» ... - ط. محمد صبيح - عن النسخة الأميرية المطبوعة عام (١٢٨٢ هـ).
1 / 15
(١) «قصد السبيل فيما في اللغة العربية من الدخيل» للمحبي - تحقيق: عثمان الصيني - (٢/ ١٥٨). (٢) «تكملة المعاجم العربية» لدوزي (٦/ ١٥٩ - ١٦٠). (٣) «غرائب اللغة العربية» (ص ٢٣٥).
1 / 16
(١) «معجم الألفاظ الفارسية المعربة» (ص ٩٥). (٢) «المعجم الذهبي - فارسي عربي» (٣٥١). (٣) «معجم الدَّخِيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها» (ص ١٢٣ - ١٢٤).
1 / 17
(١) الأبيات التي ذكرها الخفاجي، مذكورة باختلاف الترتيب في «ديوان كشاجم» - كما سبق ـ. (٢) أحال العبودي إلى «ديوان كشاجم» (ص ٤٠١). انظر: «معجم الكلمات الدَّخِيلة في لغتنا الدارجة» للعبودي (١/ ٣٧٤)، و«معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة» للعبودي (٦/ ٤١٤)، و«معجم ألفاظ الحضارة في المأثورات الشعبية» (ص ١٧٦)، و«معجم الطعام والشراب في المأثور الشعبي» (٢/ ٤٨)، أربعتها للشيخ: محمد العبودي - حفظه الله ورعاه ـ. (٣) وجدتُ المستشرق الفرنسي: تشارلز هوبر ذكر في كتابه «رحلة في الجزيرة العربية الوسطى ١٨٧٨ - ١٨٨٢» ــ فيما نقله عنه د. عوض البادي في كتابه «الرحالة الأوربيون في شمال ووسط الجزيرة العربية - منطقة حائل ـ» ــ ط. نادي حائل الأدبي الثقافي - (٢/ ٥٣٧، ٥٧١) أنَّ هوبر ذكر في يومياته في أحداث يوم (٢٩/ديسمبر ١٢/ ١٨٨٣ م) = (٢٨/ ٢/ ١٣٠١ هـ) أنه دعا بعض الضيوف الوجهاء الذين قدموا حائل، وهم: أمير بريدة: حسن بن مهنا، وراكان بن حثلين - شيخ العجمان - ومعهما مرافقون، دعاهم هوبر للعَشَاء بعد صلاة العِشاء، ووجَّه خادمَه: محمود، ليقدِّم أفضل ما عنده من مهارة، وقد أعدَّ وليمةً رائعة لهؤلاء الضيوف، فقدَّم لهم: الشاي أولًا، ثم عصير الليمون، ثم معجنات مع السكر واللوز أو التمر، وتُسمَّى «سمبوسك»، ثم حلويات تُسمَّى «عوامة»، ثم شرائح ليمون مُغَطَّاة بالسكر، وأخيرًا القهوة. وأضفتُ إليها ماء الزهر والزباد، غادر ضيوفي أخيرًا مسرورين في الساعة العاشرة والنصف. هكذا في كتاب البادي، ولم أرجع لكتاب هوبر، والظاهر أنه وهم - ربما من هوبر أو المعرِّب ـ، لأن الوصف المذكور لا ينطبق على «السمبوسة»، بل هو أقرب إلى «البسبوسة»، وربما تصحفت عليه، ولو كانت سمبوسة ــ وهي مثلثة - للفتَ انتباهَ المؤلِّف شكلُها، ووَصَفَهَا، وذكرَ أنها محشية باللحم والخضرات.
1 / 18
(١) «معجم اللغة العربية المعاصرة» لأحمد مختار، وجماعة (٢/ ١١١٦) رقم (٢٦٢١). (٢) في كتابيه: «ألفاظ الحضارة في القرن الرابع الهجري - دراسة في ضوء مروج الذهب للمسعودي ـ» ... (ص ٣٢٢ وص ٣٦٣)، و«ألفاظ المأكل والمشرب في العربية الأندلسية - دراسة في نفح الطيب للمقري» (ص ٤٠ و١١٥).
1 / 19
(١) «فضل العرب والتنبيه على علومها» لابن قتيبة الدينوري - تحقيق د. وليد خالص - (ص ٧٣ - ٨٣). (٢) وانظر أسماءها وبعض أوصافها في: «المخصص» لابن سيده (ت ٤٥٨ هـ) (٤/ ١١٨ إلى ٥/ ٥٨).
1 / 20
(١) «بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب» (١/ ٣٧٠ و٣٨٠). (٢) «عيون الأخبار» لابن قتيبة (ت ٢٧٦ هـ) (٣/ ٢٠٤).
1 / 21