السلفيون والأئمة الأربعة ﵃ -
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
فالجانب العملي فيها يتغير تبعًا للظروف والملابسات، فالصبر والشجاعة والكرم وإن كان المعنى الأصلي فيها ثابتًا باقيًا إلا أن المواقف التي تقتضي ذلك متغيرة أيضًا.
هذه الحركة المتغيرة الدائبة للتشريع الإسلامي تقتضي أن يكون لدينا في كل العصور وعلى مدار التاريخ رجال علماء أكفاء يضبطون حياة الناس ويوجهونها وفق الإسلام. وهؤلاء العلماء لا يجوز فقط أن يكونوا في موقف الإفتاء فقط، بل أيضًا في موقع التنفيذ والقضاء، ولذلك اشترط المسلمون للإمام العام أن يكون مجتهدًا وذلك أنه يحتاج في كل يوم أن يتخذ من المواقف والأحكام مع المسلمين وغيرهم من الأعداء المحاربين، والمسالمين والمستأمنين والمعاهدين ما يتفق مع الدين الذي أنزله الله ﷾ وهذا يحتاج إلى الاجتهاد، وكذلك اشترط في القاضي أيضًا أن يكون مجتهدًا لأن الوقائع والمشاكل التي تعرض على القضاء ليست متماثلة بما وقع في صدر الإسلام وفي عهد التشريع من كل وجه، بل في كل يوم يواجه القضاء مشكلات جديدة وحيلًا شتى ووقائع متغيرة، وما لم يكن القاضي فقيهًا مجتهدًا فإنه لا بد وأن يحكم بالجهل ويقع في الظلم.
لهذه الأسباب فالمسلمون يحتاجون في كل يوم بل في كل ساعة إلى اجتهاد فقهي جديد: اجتهاد في الإفتاء، واجتهاد في القضاء، واجتهاد لتنفيذ الأحكام وتطبيق الشريعة وفق مقتضيات
1 / 9