السلفيون والأئمة الأربعة ﵃ -
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
بها وكان سفره إلى هناك خيرًا وبركة للمصريين الذين التفوا حوله وأخذوا عنه.
وتوفي ﵁ سنة ٢٠٤ هـ أي في أوائل القرن الثالث الهجري. ولما بلغ الإمام أحمد خبر وفاته حزن عليه حزنًا شديدًا وبكاه بكاءً مرًا حتى أن ابنه عبد الله يقول له لما رأى من تأثره وبكائه: " يا أبت! أي رجل كان الشافعي؟ ! فقال: يا بني! كان الشافعي كالشمس للدنيا، والعافية للبدن، فانظر هل لهذين من خلف أو عنهما من عوض " (الوفيات (٣٠٥: ٢»، وهذا منتهى الوفاء والإخلاص. ويقول أيضًا الإمام أحمد في صديقه الشافعي وأخيه وأستاذه: " ما عرفت ناسخ الحديث ومنسوخه إلا عندما جالست الشافعي " (الوفيات (٣٠٥: ٣»، ويقول: " ما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي واستغفر له ". هذه شهادات عظيمة من الإمام الجليل أحمد بن حنبل للإمام الجليل الشافعي وهي تكفي عن كل شهادة سواها.
ورابع الأئمة من حيث الزمن هو الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، ولد في ربيع أول سنة ١٦٤ هـ وتوفي ببغداد سنة ٢٤١ هـ في ربيع الأول أيضًا يوم جمعة وهو عربي الأب والأم.
بدأ الإمام أحمد بطلب علم الحديث صغيرًا، وسمع من شيوخه ببغداد ثم سافر في طلب الحديث إلى الحجاز ثم اليمن وحج مرات ماشيًا. وابتدأ في تدوين ما سمع حتى اجتمع له من الحديث شيء كثير جدًا واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه،
1 / 40