السلفيون والأئمة الأربعة ﵃ -
الناشر
الدار السلفية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
الخز، وأمضى حياته معلمًا مرشدًا في الكوفة وبغداد، ورزقه الله مجموعة صالحة من التلاميذ والأتباع أخذوا العلم عنه ودونوا ما كتب كان منهم أبو يوسف، ومحمد بن الحسن الشيباني وزفر بن الهذيل وأعظم ما اشتهر به الإمام أبو حنيفة إعمال الرأي والقياس وإقامة الحجة على رأيه وما يذهب إليه حتى ليقول عنه مالك الإمام الثاني: " رأيت رجلًا لو كلمته في هذه السارية أن يجعلها ذهبًا لقام بحجته " (وفيات الأعيان (٤٢: ٥» . والمعنى لو قلت له أثبت أن هذه السارية ذهبًا لأتى بحجج يقنعك بها. وهذه مبالغة لوصف إقناعه وقوة حجته. وقال فيه الشافعي أيضًا: " الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة " (وفيات الأعيان (٣٥: ٥»، وكان منهجه في درسه ﵀ أن يجتمع بهم في المسجد ويلقي عليهم المسألة ثم يذهبون للبحث فيها ثم يجتمعون فيدلي كل منهم بدلوه ويقول رأيه، ثم يكر الإمام على آرائهم بالنقد والتعديل أو الإبطال ثم يقول رأيه ويكتب تلاميذه، وكثيرًا ما نهاهم عن كتابة كل آرائه حيث يقول لتلميذه أبي يوسف: " ويحك يا يعقوب لا تكتب عني كل ما أقول فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدًا، ونقول القول غدًا ونرجع عنه بعد غد " (ابن عبد البر في (الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» .
وقد لجأ الإمام أبو حنيفة إلى استخدام الرأي كثيرًا وذلك للنصوص الصحيحة القليلة التي تيسرت لديه، ولذلك سميت مدرسته الفقهية مدرسة الرأي وقد جابهت هذه المدرسة نقدًا
1 / 36