العقيدة السلفية فى كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية
الناشر
دار الإمام مالك
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
مكان النشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
تصانيف
سَبيلٍ إلى ثالثٍ، فمَن لم يتَّبعِ الرَّسولَ ﷺ؛ فلا بُدَّ أنْ يَتَّبعَ الهَوى، وقدْ قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [ص: ٢٦].
فاتِّباعُ مَحْضِ العُقولِ دونَ ما جاءَ به الرَّسولُ اتِّباعٌ للهَوى، وعُدُولٌ عنِ الصِّراط المُستقيم.
قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: ١٥٣].
فالصِّراطُ المستقيمُ واحدٌ، والحَيْدُ عنه يكونُ إلى سُبُلٍ متشعِّبةٍ، ولقَدْ صوَّر ذلكَ النَّبيُّ ﷺ أحسَنَ تصويرٍ بأحْسَنِ عِبَارةٍ؛ فعن عبد الله بن مَسعودٍ ﵁ قال: خَطَّ لَنا رَسولُ اللهِ ﷺ خطًّا، ثُمَّ قالَ: "هذا سبيلُ الله". ثمَّ خَطَّ خُطوطًا عن يَمينهِ وعن شِمالِه، ثمَّ قال: "هذه سُبُلٌ مُتفرِّقةً، على كلِّ سَبيلٍ منها شيطانٌ يَدْعو إليه". ثُمَّ قرأ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ (٣).
(٣) حديث صحيح. أخرجه الطيالسي رقم (٢٤٤) وأحمد رقم (٤١٤٢، ٤٤٣٧) والنسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" ٧/ ٤٩ - والدارمي رقم (٢٠٨) وابن أبي عاصم في "السنة" رقم (١٧) وابن نصر في "السنة" ص: ٥ والبزار رقم (٢٢١٠ - كشف الأستار) وابن حبان رقم (١٧٤١، ١٧٤٢ - موارد) وابن وضاح في "البدع" ص: ٣١ والحاكم ٢/ ٣١٨ وابن الطبري في "السنة"رقم (٩٢ - ٩٤) والبغوي في "شرح السنة" ١/ ١٩٦ من طرق عن عاصم بن أبي النُّجود عن أبي وائل عن عبد الله به. وقال الحاكم "حديث صحيح الإسناد". قلت: إسناده جيد.
1 / 22