65

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

الناشر

(المؤلف)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

تصانيف

الرَّحِيمِ﴾ إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني، و﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ إحداها] (١). قال الشافعي: (هي آية في الفاتحة). واحتج بالحديث السابق. وأما قراءتها فواجبة، لكن استقر الأمر على عدم الجهر بها، وهذا أغلب فعله ﷺ وما تابعه به الخلفاء الراشدون ﵃ بعده. وتفصيل ذلكَ: أ- دليل وجوب قراءة البسملة: أخرج النسائي وابن خزيمة وابن حبان بإسناد صحيح من حديث نعيم المجمر قال: [صليت وراء أبي هريرة فقرأ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ ثم قرأ بأم القرآن] الحديث. وفي آخره قال: [والذي نفسي بيدهِ إني لأشبهكم صلاة برسول الله ﷺ. ب- دليل الإسرار بها: لقد ثبت الإسرار بالبسملة للإمام قبل قراءة الفاتحة في أحاديث: الحديث الأول: أخرج البخاري عن قتادة، عن أنس: [أنَّ النبي ﷺ وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ﴾] (٢). الحديث الثاني: خرّجَ مسلم عن شُعبة قال: سمعتُ قتادة يُحَدِّثُ عن أنَسٍ قال: [صَلَّيْتُ مع رسول الله ﷺ، وأبي بكر، وعُمَرَ، وعثمانَ، فلمْ أسمَعْ أحدًا منهم يقرأ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ (٣). وفي رواية: [فكانوا يستفتحون بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ﴾، لا يذكرون ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، في أول قِراءةٍ، ولا في آخرها]. الحديث الثالث: أخرج النسائي وابن حبان بسند صحيح عن أنس قال: [صَلَّيْتُ خلف رسول الله ﷺ وخلف أبي بكر وعمر وعثمان، وكانوا لا يجهرون

(١) حديث صحيح. أخرجه الدارقطني (١١٨)، والبيهقي (٢/ ٤٥)، والديلمي (١/ ١/ ٧٠)، وإسناده صحيح موقوفًا ومرفوعًا. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١١٨٣). (٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٧٤٣)، كتاب الأذان، باب ما يقول بعد التكبير. (٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٣٩٩) ح (٥٠) (٥٢)، كتاب الصلاة، باب حجة من قال: لا يجهر بالبسملة. وانظر مسند الطيالسي (١٩٧٥)، والطحاوي في المعاني (١/ ٢٠٢).

1 / 67