47

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

الناشر

(المؤلف)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

تصانيف

وَرَتّلْ كما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدنيا، فإن مَنْزِلتَكَ عِنْدَ آخر آيةٍ تقرأ بها] (١). ٢ - القرآن شديد التفلّت فلا بد من تعاهده ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري ﵁، عن النبي ﷺ قال: [تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لهو أشد تفلتًا من الإبل في عُقُلِها]. وفي روايةٍ: [تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشد تفصيًا من قلوب الرجال من الإبل مِن عقلها] (٢). أي: تعاهدوه بالمحافظة على قراءته وتلاوته ومذاكرته، والعُقُل: جمع عقال، وهو حبل يشد به البعير في وسط الذراع. وللحديث طريق آخر عند الإمام أحمد من حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: [تعلموا كتاب الله وتعاهدوهُ واقتنوه وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتًا من المخاض في العقل] (٣). ولهذا نصح ﵊ صاحب القرآن بملازمته، بالقيام به بالليل والنهار لئلا ينساه. فقد أخرج ابن نصر في "قيام الليل" بإسناد صحيح عن نافع عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: [إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه] (٤). وفي المسند للإمام أحمد، بإسناد حسن عن أبي سعيد الخدري أن رجلًا جاءه فقال: أوصني، فقال: سألت عما سألت عنه رسول الله ﷺ من قبلك: [أوصيكَ بتقوى الله تعالى فإنه رأسُ كل شيء، وعليكَ بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، فإنه رَوْحُكَ في السماء، وذكركَ في الأرض] (٥).

(١) حسن صحيح. أخرجه الترمذي في السنن (٢٩١٤) - أبواب فضائل القرآن. وانظر صحيح سنن الترمذي- حديث رقم- (٢٣٢٩). (٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٥٠٣٣)، ومسلم (٧٩١)، وأحمد (٤/ ٣٩٧)، (٤/ ٤١١). وأخرجهُ أبو يعلى (٧٣٠٥)، وابن أبي شيبة (٢٩٩٩٢) والبيهقي في "الشعب" (٢/ ٣٣٣). (٣) حديث صحيح. أخرجهُ أحمد في المسند (٤/ ١٤٦)، (٤/ ١٥٣)، وانظر مجمع الزوائد (٧/ ١٦٩). (٤) رجاله ثقات. أخرجهُ ابن نصر في "قيام الليل" (ص ٧٣). وانظر السلسلة الصحيحة (٥٩٧). (٥) حديث حسن. أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٨٢)، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (٥٥٥).

1 / 49