الأسفار المقدسة عند اليهود وأثرها في انحرافهم عرض ونقد
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثالثة والثلاثون
سنة النشر
العدد (١١١) ١٤٢١هـ ٢٠٠١م.
تصانيف
«وبعض هذه الأسفار الخفية غير مقدس ولا معتمد في نظر اليهود، بينما بعضها الآخر مقدس أي معترف بأنه موحى به ومعتمد في نظرهم، ولكن رأى أحبارهم وجوب إخفائه وقرروا أنه لا يجوز أن يقف عليه الجمهور ولا أن يدرج في أسفار العهد القديم، وإلى هذا يشير الله ﷿ في القرآن الكريم فقال تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُواْ اللهَ حَقّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ اللهُ عَلَىَ بَشَرٍ مّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىَ نُورًا وَهُدًى لّلنّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ...﴾ ١، وإذ يقول: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيّنُ لَكُمْ كثِيرًا مّمّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ﴾ ٢، وإذ يقول: ﴿إِنّ الّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيّنَاتِ وَالْهُدَىَ مِن بَعْدِ مَا بَيّنّاهُ لِلنّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ﴾ ٣، وإذ يقول: ﴿إِنّ الّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاّ النّارَ وَلاَ يُكَلّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ ٤.
ومن هذا يظهر أن السفر قد يكون خفيًا ومقدسًا في آن واحد عند اليهود. وفي هذا يختلف الاصطلاح اليهودي بعض الاختلاف في مدلول كلمة «الخفي» عن الاصطلاح المسيحي. فالمسيحيون يطلقون كلمة «الخفي» apocryphe على كل سفر يرون أنه غير مقدس أي غير موصى به» ٥.
_________
١ سورة الأنعام، آية ٩٠.
٢ سورة المائدة، آية ١٥.
٣ سورة البقرة، آية ١٥٩.
٤ سورة البقرة، آية ١٧٤.
٥ انظر: الأسفار المقدسة في الأديان السابقة للإسلام ص٢٣.
1 / 336