الأسفار المقدسة عند اليهود وأثرها في انحرافهم عرض ونقد
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثالثة والثلاثون
سنة النشر
العدد (١١١) ١٤٢١هـ ٢٠٠١م.
تصانيف
- وعن ابن عباس ﵄ قال: يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه ﷺ أحْدَثُ الأخبار بالله تقرؤنه لم يُشبْ؟! وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدَّلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا: ﴿هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ ١، أفلا ينهاكم بما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟ ولا والله ما رأينا منهم رجلًا قطُّ يسألكم عن الذي أنزل عليكم٢.
- وعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: "لا تسألوا أهل الكتاب، فإنهم لن يهدوكم وقد أضلوا أنفسهم، فتكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل" ٣.
- وأما أدلة جواز الإطلاع على كتب أهل الكتاب فمنها:
قال تعالى: ﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مّمّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْجَاءَكَ الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْترين ٤﴾ ٥.
وقال تعالى: ﴿وَيَقُولُ الّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىَ بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾ ٦.
_________
١ سورة البقرة، آية ٧٩.
٢ أخرجه البخاري (انظر: فتح الباري ٥/٢٩١)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ٢/٤١) .
٣ أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم ٢/٤١، وقال الحافظ ابن حجر: أخرجه عبد الرزاق من طريق حريث بن ظهير فذكره، وأخرجه سفيان الثوري من هذا الوجه، وسنده حسن. (انظر: فتح الباري ٦/٣٣٤) .
٤ المراد من قوله تعالى: ﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكّ﴾ على سبيل الفرض والتقدير، إذ الشك لا يتصور منه ﷺ أبدًا لعصمته، ولذا قال رسول الله ﷺ: "لا أشك ولا أسأل"، كذا قاله ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير والحسن البصري. (انظر: تفسير ابن كثير ٢/٤٤٨) .
٥ سورة يونس، آية ٩٤.
٦ سورة الرعد، آية ٤٣.
1 / 324