الطريق إلى الامتياز

إبراهيم الفقي ت. 1433 هجري
77

الطريق إلى الامتياز

الناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

تصانيف

شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ (١) .. فاتقي الله ﷾ يا بني حيثما كنت، وأينما كنت.. فنظر إليه الشاب وقال له: يا سيدي.. إن كنوز الدنيا لا توفيك حق هذا الكلام ولا نصيفه، ولو أن الناس تعرف هذا الكلام لما جلس شخص في بيته وتقاعد وتكاسل.. فقال له: ولذلك خلقك الله ﷿، فطالما أنك مشيت في الطريق إلى الامتياز وتعبت كل هذا التعب، فمعنى ذلك أن الله ﷾ قد اختارك، ولو لم تختر هذا الطريق لكنت كما أنت، ولما تغيرت، ولكنت ظللت تغضب وتتألم وتتشاجر مع الكون كله، وتشعر بالظلم والوحدة، وتشعر أنه لا يوجد شخص يحبك، ولكن ربك ﷾ اصطفاك وطهرك، وجاء بك إلى هنا كي يطهرك، فإذا جعلت كل ذلك لنفسك فستكون في منتهى النعاسة، وكلما أعطيت كلما أخضت، وكلما أصبحت في معية الله ﷿. فقال له الشاب: هل نكون بذلك قد انتهينا؟ فقال: لا، بل لابد عندما تتكلم أن تتكلم بحكمة، وأن تتكلم على أنك قدوة، وأن تتكلم بوضوح..

(١) سورة البقرة: ٢١٦.

1 / 83