الطريق إلى الامتياز

إبراهيم الفقي ت. 1433 هجري
75

الطريق إلى الامتياز

الناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

تصانيف

نعم أقدر عليه.. فقال له: وكيف تقدر عليه؟ فقال له: أقدر عليه جسمانيًّا، فأنا أقوى منه، وأقدر عليه اجتماعيًّا؛ حيث إن عندي علاقات أكثر منه، وأقدر عليه ماديًّا؛ فإن عندي أموالًا أكثر منه، بل وأعرف من الناس من يستطيع أن يحطمه تمامًا.. فقال له الرجل: لا يستطيع أي شخص أن يحطم أي شخص إلا فبإذن الله ﷿، وقد تكون فتنة لك، ويكون الله ﷾ قد وضعك في ابتلاء من ابتلاءات الدنيا، والآن.. هل قررت أن تعفو عنه، أم لازلت لا تستطيع؟! فقال له: بل قد عفوت عنه.. ثم قال له: أم لازلت لا تستطيع؟! فقال له: بل قد عفوت عنه.. ثم قال له: إنني أشعر الآن بروعة وإحساس رائع.. فقال له الرجل: ادعُ لصديقك هذا.. فقال له: وبمَ أدعو له؟! قال: ادعُ الله أن يهديه، وأن يفتح عليه ويعينه ويقويه؛ فإنك تستطيع أن تستفيد من الشخص الذي يكون بينك وبينه تحدٍّ وأن تأخذ من ورائه ثوابًا وأجرًا، وهذه هي المعادلة الصحيحة، ومن علامات العفو عند المقدرة أن تدعو لهذا الشخص أن يهديه الله كما هناك؛ فلقد كان من الممكن أن تكون بهذا العقل، وبهذا الحقد والغضب، وأن تحمل من الذنوب والآثام ما الله به عليم، وقد يدخلك الشيطان من كل هذه الأبواب، ولكن الله ﷿ قد فتح عليك، فادعُ الله

1 / 81