الطريق إلى الامتياز
الناشر
دار الراية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
تصانيف
أحسن تربية، ولقد وصاك الله ﷿ بهم فقال: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ (١) .. وهم سهروا الليالي، وتعبوا في تربيتك، فلا تخرج أنت إلى الدنيا كي تكون سببًا في تعاستهم في هذه الحياة الدنيا.. فقال له الشاب: حتى وإن كانوا قاسين؟! فقال الحكيم: وكيف يكونون قاسين وأنت قرة أعينهم وفلذة أكبادهم؟! إن هذه ليست قسوة، ولكن فكر أولًا بهدوء، ماذا أنت تفعل؟ فقال له الشاب: أعتقد أنك محق أيها الحكيم؛ فأنا كثيرًا ما أفعل أخطاء جسيمة؛ فأنا مثلًا أخرج ولا أعود إلى البيت إلا في وقت متأخر جدًا، وأنا للأسف الشديد أدخن.. فنظر إليه الحكيم، ولابد من أن تكون صاحب سلوكيات حميدة.. فقال له: صحيح؛ فإذا كانت اللذة تنتهي بمجرد الحصول عليها فأنا سوف أتركها؛ لأن (من ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه)، فالسلوكيات هامة جدًا.. فقال له الرجل: وهل تدخن؟! فقال له الشاب: لقد كنت أدخن.. ثم ابتسم الشاب ابتسامة صافية تدل على ما قد عقد عليه العزم، فقال له الحكيم: كم أنا سعيد بهذا القرار؛ لأن النية الصادقة لله لا جزاء
(١) سورة الإسراء: ٢٣.
1 / 79