الطريق إلى الامتياز

إبراهيم الفقي ت. 1433 هجري
58

الطريق إلى الامتياز

الناشر

دار الراية للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

تصانيف

يمكن أن تكون هذه اللحظة هي آخر لحظات حياتي؟ والإجابة: بالطبع نعم.. فاسأل نفسك: هل الذي تفعله في هذا الوقت يساوي هذا الاستثمار؟ فستجد أنك - إذا لم تكن أخلاقك جيدة- أعصابك وأحاسيسك مشتعلة، وستجد أن العقل العاطفي مشتعل، وفي هذه الحالة لن تحقق أي شيء؛ فالأخلاق أفضل وأحسن ما يدخر لمثل هذه الملمات؛ ولذلك فنحن تكلمنا عن الإيمان وعن التسامح المتكامل، فلا يمكن أن تسامح بشكل متكامل إلا عندما تكون مؤمنًا بالله ﷿، وتطيع الله، وتخلص للحق ﷾، وعندك وفاء تام لله ﷿، وعندما تفكر في كل ذلك ستجد أنه يصل بك إلى الأخلاق الحميدة، ونحن نرى أن الإنسان طالما أن حسن الأخلاق فإن الناس تحبه وتحب أن تكون معه دائمًا، وقد تجد شخصًا ناجحًا جدًا ولكنه مع ذلك وحيد؛ لأن الناس لا تحبه لسوء خلقه، والأخلاق تجعلك تصل إلى كل شيء جميل، والله ﷿ جعلنا شعوبًا وقبائل لنتعارف، كما قال ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (١)، ونحن كذلك نرى أن الناس تنقض من حول الشخص

(١) سورة الحجرات: ١٣.

1 / 64