النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

حسن إسماعيل عبد الرازق ت. 1429 هجري
57

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

الناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٣ هـ

سنة النشر

١٩٨٣ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

الفصل الأول منابع فكرة النظم عندما تحدى القرآن الكريم العرب أن يأتوا ولو بمثل أقصر سورة منه، وعجزوا عن ذلك ضاع صوابهم وضربوا أخماسًا في أسداس من حيرتهم؛ لأنهم لم يستطيعوا مجاراة القرآن الكريم في بلاغته وهم أرباب الفصاحة وفرسان البلاغة، وسادة الكلام! ووصفوا القرآن الكريم تارة بأنه شعر وتارة أخرى بأنه سحر. أما أنه شعر: فلأنهم رأوه منظومًا؛ ولكنه نظم خاص؛ فلا هو بالشعر - وفيهم الشعراء المفلقون - ولا هو بالنثر - وفيهم الخطباء المفوهون -! وأما أنه سحر: فلأنهم قد وجدوا له وقعًا في قلوبهم لم يستطيعوا مغالبته، وتأثيرًا في نفوسهم لم يقدروا على التخلص منه. على أن أحد خصوم الرسول الألداء - ويقال إنه الوليد بن المغيرة المخزومي - قد استمع إلى النبي ﷺ وهو يتلو بعض آي القرآن الكريم؛ فقال: "والله لقد سمعت من محمد كلامًا ما هو من كلام الإنس، ولا هو من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة (١) ". وقد جاء في حديث أبي ذر - في سبب إسلامه - أنه قال: قال لي أخي أنيس: إن لي حاجة إلى مكة، فانطلق فراث، فقلت: فما يقول الناس؟ قال:

(١) ... تفسير الزمخشري في سورة المدثر.

1 / 60