245

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

الناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٣ هـ

سنة النشر

١٩٨٣ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

واستمع إلى قول الهذلول بن كعب العنبري - وكان قد تزوج امرأة من بني بهدلة - فرأته يومًا يطحن للأضياف، فضربت صدرها وقالت: أهذا زوجي؟ ! فبلغه ذلك فقال (١): تقول - وصكت نحرها بيمينها - ... أبعلي هذا بالرحى المتقاعس؟ ! فقلت لها: لا تعجبي، وتبيني ... فعالي إذا التفت علاى الفوارس ألست أرد القرن يركب ردعه ... وفيه سنان ذو غرارين نائس؟ ! وأحتمل الأوق الثقيل وأمتري ... خلوف المنايا حين فر المغامس؟ وأقري الهموم الطارقات حزامة ... إذا كثرت للطارقات الوساوس؟ إذا خام أقوام تقحمت غمرة ... يهاب حمياها الألد المداعس لعمر أبيك الخير: إني بخادم ... لضيفي، وإني إن ركبت لفارس وإني لأشري الحمد أبغي رباحه ... وأترك قرني وهو خزيان تاعس! ! صكت: ضربت، المتقاعس: الذي دخل ظهره وخرج صدره. الفعال بالفتح: الفعل الحسن الذي يحمد عليه صاحبه. القرن: المكافئ لك، الردع: الدفع ومعنى يركب ردعه: أي يخر صريعًا لوجهه وفيه سنان ذو غرارين: أي مطعون بسنان ذي حدين، ونائس: مضطرب، الأوق: الثقل، الامتراء: الحلب، والخلوف: جم خلف، وهو ضرع الناقة، وامترى خلوف المنايا: كناية عن إقباله على الموت وعدم مبالاته به،

(١») ديوان الحماسة لأبي تمام جـ ١ ص ٢٩٥، ٢٩٦

1 / 248