النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق
الناشر
دار الطباعة المحمدية القاهرة
رقم الإصدار
الأولى ١٤٠٣ هـ
سنة النشر
١٩٨٣ م
مكان النشر
مصر
تصانيف
أهمية في سياق الكلام، وذلك كما في قول كعب بن زهير، لما جاء عائذًا برسول الله ﷺ (١):
نبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول
فقد أتيت رسول الله معتذرًا ... والعذر عند رسول الله مقبول
مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ... القرآن فيها مواعظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم ... أذنب ولو كثرت في الأقاويل
والشاهد في قوله: "هداك الذي أعطاك" فلم يقل: هداك ربك، أو هداك الله، ليقول في الصلة ما يناسب حاله، وقد عبر بالصلة عن عطاء الله لنبيه محمد ﷺ وفي هذا تنويه بمكانته عند الله، واعتراف صريح بنبوته، وإشارة إلى ما في القرآن الكريم من مواعظ تدعو إلى العفو والصفح وقبول الإسلام ممن جاء عائذًا.
وكما في قول عمر بن أبي ربيعة (٢):
أشارت إلينا بالبنان تحية ... فرد عليها مثل ذاك بنان
فقالت، وأهل الخيف قد حان منهم ... خفوف وما يبدي المقال لسان
نوى غربة قد كنت أيقنت أنها ... - وجدك - فيها عن نواك شطان
تعال فزرنا زورة قبل بيننا ... فقد غاب عنا من نخاف جبان
فقلت لها: خير اللقاء ببلدة ... من الأرض لا يخشى بها الحدثان
(١») المنتخب من أدب العرب جـ ٤ ص ٨٨ (٢») ديوان عمر بن أبي ربيعه ص ٢٠٨
1 / 223