188

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

الناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٣ هـ

سنة النشر

١٩٨٣ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

صدرها عن الإطالة في الكلام بسبب ما أنتابها من العقم، وما لحقها من الكبر. ٣ - اختبار تنبه السامع: أيتنبه إلى المسند إليه - لقيام القرينة الدالة عليه - أم لا يتنبه إلا بالتصريح؟، ومثال ذلك أن يحضر إليك رجلان تربطك بأحدهما صداقة، فتقول لآخر - يعلم بهذه الصلة -: "غادر" تريد: الصديق غادر فتحذف المسند إليه لتختبر ذكاء السامع أيتنبه إلى أن المسند إليه المحذوف "هو الصديق" بقرينة ذكر "الغدر" إذ هو المناسب لمعنى الصداقة. أم أنه لا يتنبه؟ . ٤ - اختبار مقدار تنبه السامع. ومبلغ ذكائه عند قيام قرينة خفية على المسند إليه، أيتنبه إليه بالقرينة الخفية أم أنه لا يتنبه؟ . ومثال ذلك: أن يحضر إليك رجلان تجمعك بهما صداقة، غير أن أحدهما أقدم صحبة من الآخر فتقول لآخر يعلم بهذه الصلة: "جدير بالوفاء" تريد: أقدمهما صحبة، ولكنك تترك ذكره حينئذ اختبارًا لمبلغ تنبع السامع أيتنبه إلى هذا المحذوف لهذه القرينة الخفية - وهي أن ذا الوفاء هو ذو الصداقة القديمة دون حادثها، أم أنها لا يتنبه؟ ٥ - الحذر من فوات فرصة سانحة: وذلك كأن تقول لصائد متحفز: "غزال"، وكأن تقول لواقف في طريق قطار مسرع - وهو غافل -: "أقبل" تريد: القطار أقبل، فتحذف المسند إليه مخافة أن تفلت فرصة الإفلات من الخطر، فيدهمه القطار. ٦ - إيهام صون المسند إليه عن لسانك تعظما لشأنه، أو صون لسانك عن ذكره احتقارًا لشأنه: فالأول نحو قولك: "رافع راية التوحيد، مقوض دعائم الشرك" وتقصد النبي ﷺ فتترك ذكره صونًا له عن لسانك تعظيمًا له.

1 / 191