النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

حسن إسماعيل عبد الرازق ت. 1429 هجري
170

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

الناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٣ هـ

سنة النشر

١٩٨٣ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

٣ - تفخم العبارة: وذلك كما في قولك: (كرم محمد أصلًا) و(طاب على نفسًا) و(نبل الرجل خلقًا). فقد وصفت محمدًا بالكرم، وجعلته شاملًا له، ولكنك ميزت هذا الكرم بقولك (أصلًا) فظهر ما تعنيه بكرمه، وهو: كرم أصله. وفي هذا القول من الفخامة والتأنق في العبارة ما ليس في قولك: كرم أصل محمد. ومثل هذا يقال في: طاب على نفسًا، ونبل الرجل خلقًا. ومنه قوله الله تعالى: ﴿وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾ فقد وصف الرأس بالاشتعال وجعله شاملًا للرأس كلها، ثم ميز هذا الاشتعال بكون (شيبًا). وفيه من الفخامة، والتأنق في العبارة ما ليس في قولك: واشتغل شيب الرأس. والفرق بين الإتيان - في العبارة - بالمجاز العقلي، وبين الإتيان بها على حقيقتها العقلية، وهو ما سماه عبد القاهر: مكان؟؟ ص ١٧٣، وموضع المزية، وسورة الفرقان، والذي فرق فيه بين قول الله تعالى: ﴿فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ﴾ وبين أن يقال: فما ربحوا في تجارتهم، وفرق فيه بين قول الفرزدق: يحمي - إذا اخترط السيوف - نساءنا ... ضرب نطير له السواعد أرعل وبين قوله: (نحمي - إذا أخترط السيوف - نساءنا بضرب تطير له السواعد أرعل) قائلًا: أنظر إلى رونقه ومائه، وإلى ما عليه من الطلاوة، ثم أرجع إلى الذي هو الحقيقة، ثم أسير حالك: هل ترى مما كنت تراه شيئًا؟ .

1 / 173