النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

حسن إسماعيل عبد الرازق ت. 1429 هجري
14

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

الناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٣ هـ

سنة النشر

١٩٨٣ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

- ١ - (ب) مراحل البحث البلاغي: اشتهر العرب - في جاهليتهم - بفصاحة اللسان وبلاغة القول، وجمال التعبير؛ كما اشتهروا بالإيجاز والاختصار في أقوالهم. والبعد عن فضول الكلام في أحاديثهم، حتى يكون كلامهم مؤديًا للغرض المقصود من أقرب طريق. وقد بلغوا في إتقان أقوالهم، وتهذيب كلامهم. وتنسيق عباراتهم، مبلغًا جعل الجاحظ يدعي للعرب الفضل على الأمم (١) قاطبة في الخطابة والبلاغة، فقد كان فيهم (٢) الخطباء المصانع، والشعراء المتلقون. وقد وصفوا كلامهم في أشعارهم فجعلوها كبرود العصب، وكالحلل والمعاطف، والديباج والوشى وأشباه (٣) ذلك ووصف الجاحظ كلامهم يكرم الديباجة. وعجيب الرونق، وجودة السبك والنحت، مما لا يستطيع أشعر الناس - على حد تعبيره - ولا أرفعهم في البيان أن يقول مثله إلا في اليسير النادر (٤). وهذا خالد بن صفوان يقول عنهم: كيف نجاريهم، وإنما نحكيهم، أم كيف نسابقهم وإنما نجري على ما سبق إلينا من أعراقهم (٥)؟

(١) ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ص ١١٧. (٢) المصدر السابق ص ٢٢. (٣) البيان والتبيين ج ٢ ص ٩٠ (الطبعة الأولى بالمطبعة العلمية سنة ١٢١١ هـ). (٤) ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ص ١١٨. (٥) نفس المصدر.

1 / 16