النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

حسن إسماعيل عبد الرازق ت. 1429 هجري
119

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

الناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٣ هـ

سنة النشر

١٩٨٣ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

وفنون الصياغة، فتصف بهيئة الكلمة، وتشير بخصوصية التركيب" (١). فالألفاظ - كما يقول عبد القاهر - لا تفيد حتى تؤلف ضربًا خاصًا عن التأليف، ويعمد بها إلى وجه دون وجه من التركيب والترتيب، فلو أنك عمدت إلى بيت شعر، أو فصل نثر، فعددت كلماته عدًا كيفما جاء واتفق، وأبطلت نضده ونظامه الذي عليه بنى وفيه أفرغ المعنى وأجرى وغيرت ترتيبه الذي بخصوصيته أفاد كما أفاد، وبنسقه أفاد المراد، نحو أن تقول في: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل (منزل، قفا، ذكرى، من نبك، حبيب). أخرجته من كمال البيان إلى محال الهذيان (٢). وذلك لأنه لا يتصور وقوع قصد منك إلى معنى كلمة دون أن تريد تعليقها بمعنى كلمة أخرى ومعنى القصد إلى معاني الكلم: أن تعلم السامع بها شيئًا لم يكن يعلمه، وأنت لا تعلم السامع معاني الكلم المفردة التي تكلمه بها فلا تقول: (خرج زيد) لتعلمه معنى: خرج في اللغة، ومعنى: زيد، كيف؟ ومحال أن تكلمه بألفاظ لا يعرف هو معانيها كما تعرف؟ ! ولهذا: لم يكن الفعل وحده دون الاسم، ولا الاسم وحده دون اسم آخر أو فعل آخر كلامًا، وكنت لو قلت: (خرج) ولم تأت باسم، ولا قدرت فيه ضميرًا لشيء أو قلت: زيد ولم تأت بفعل ولا اسم آخر؛ ولم تضمره في نفسك، كان ذلك وصوتًا تصوته سواء (٣).

(١) ... خصائص االتراكيب ص ٤٥. (٢) ... أسرار البلاغة ص ٢. (٣) ... دلائل الإعجاز ص ٢٦٠.

1 / 122